الحب المحمود.. والحب المذموم

0 299

السؤال

أي حديث له علاقة بالحب وشكرا لكم وجزاكم الله خير الجزاء

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كان المقصود أنك تريد ذكر حديث نبوي يتعلق بالحب، فقد ورد حديث بلفظ: من عشق وكتم وعف فمات، فهو شهيد. وفي سنده ضعف، لكن معناه صحيح.قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعد أن ذكر هذا الحديث: لكن المعنى الذي ذكره دل عليه الكتاب والسنة، فإن الله أمرنا بالتقوى والصبر، فمن التقوى أن يعف عن كل ما حرمه الله، من نظر بعين، ومن لفظ لسان، ومن حركة بيد ورجل. انتهى.

وروى ابن ماجه بسند صحيح عن ابن عباس - رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

وإن كنت تقصد حكم الشرع فيما يتعلق بالحديث عن الحب، فإن الحب ينقسم إلى قسمين:القسم الأول: المحرم، ويتعلق بالتغني بمحاسن الأجنبيات والأحاديث الغرامية التي تؤجج نار الشهوة، وتبعث على ارتكاب ما حرم الله تعالى، فهذا لا يشتغل به إلا أصحاب القلوب الخالية من محبة الله تعالى، والتي استحوذ عليها الشيطان فصار ينفث فيها من وساوسه. فيجب على المؤمن بالله وبلقائه البعد عن مثل هذه الأحاديث، وليكف لسانه عن الخوض فيما لا يرضي الله تعالى، فإن إطلاق اللسان في ذلك من الخطورة بمكان. فقد روى الإمام البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة. وما بين لحييه: يعني اللسان، وما بين رجليه: يعني الفرج.

وأخرج الترمذي وغيره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال: الفم والفرج.

وننصح السائل بما يلي:

1- المبادرة إلى الزواج إن استطاع ذلك، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، حيث قال: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم، فإنه له وجاء. متفق عليه.

2- البعد عن رفقاء السوء الذين يضيعون أوقاتهم بمثل هذه الأحاديث الهابطة.

3- أن يشغل نفسه ببعض الأمور النافعة، كتعلم كتاب الله تعالى أو حفظ بعض الأحاديث النبوية، ونحو ذلك، ولا يترك نفسه في فراغ يجلب لها الأفكار الخبيثة والخواطر الرديئة.

أما القسم الثاني من الحب: فهو الممدوح، وهو الحب في الله تعالى، وتفصيل هذا يرجع فيه إلى الفتويين التاليتين: 8663، 13147.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة