السؤال
أنا رجل في الثامنة والعشرين من عمري، أتقي الله ما استطعت، متزوج منذ 7 سنين، ولدي أطفال، وأسرتي مستقرة ولله الحمد.
نشأت في بيئة متدينة، وقد صانني الله عن أي علاقات مشبوهة، حفظت القرآن في سن مبكرة، ونضجت قبل أقراني، وتزوجت مبكرا.
أعمل في شركة، ولا يوجد عندنا اختلاط ولله الحمد. قبل فترة اضطررت للتعامل مع فتاة ضمن العمل، الفتاة خلوقة ومؤدبة، وكما أنني كنت أحافظ على غض البصر، والآدب خلال لقائي بها، فهي كذلك. كانت لقاءاتنا للضرورة فقط، وبالأدب كما ذكرت.
بعد فترة يسيرة جدا، بدأ ينتابني شيء من الإعجاب بخلقها وأدبها، حاولت مدافعة هذه المشاعر، لكن سرعان ما تحولت لشيء من الحب. استمررت بمقاومة هذا الشيء، ومحاولة الابتعاد عن لقائها، وأنهيت عملي معها، لكن استمر ما أجده في قلبي تجاهها، كانت لها جاذبية كبيرة في قلبي، مع العلم أن هذه المشاعر كانت قاهرة وخارجة عن إرادتي، لم يكن هذا الحب لجمال وما شابه، فإنني لم أنظر لها بتمعن قط.
بعد ذلك حاولت مراسلتها (بهدف إنجاح هذا الأمر أو إنهائه)، فاتحتها بالموضوع، وأني أفكر في الحلال، وذلك بعد ما وجدت في نفسي مؤهلات، وقدرة مالية ونفسية على فتح بيت آخر. كان جوابها مفاده أني رجل صالح، ولدي عدة ميزات، لكنها لن تفكر بسعادتها على حساب تعاسة أخرى. زاد ميلي لها خلال ما كنت أجده من بعض الإجابات، عاودت الكرة، وحاولت أكثر من مرة؛ لما وجدته من تعلق بها، ولعدم قناعتي بصواب قرارها، حيث إنها لم تفكر أصلا. كنت أعتقد أن لديها ميولا طفيفة، ولدي مشاعر كبيرة، وتقارب فكري ونفسي. كل هذه الأمور كفيلة بأن تمكننا من بناء أسرة صالحة وناجحة. جددت رفضها لي، وأخبرتني علاوة على ما سبق أنها لن تقبل أن تكون زوجه ثانية، أو تشارك شريكها مع أخرى. في كل مرة كنت أراسلها، كانت تطلب مني أن أحافظ على أسرتي، وتذكرني بالله، وبأن مراسلتي لها لا تجوز، مع العلم أني لم أفكر بالتفريط بحقوق زوجتي وأولادي، لكن في ذات الوقت كنت أريد تتويج هذا الحب الذي لم يكن بإرادتي أبدا بالزواج، لم أكن أنوي إلا الحلال، ولم أنو التسلية أبدا.
اخيرا تمسكت بموقفها ورفضها، وقطعنا التواصل، وأنا أحاول وأجاهد نفسي لنسيان ما حدث، والله المستعان.
عندي بعض الاستفسارات على ما ذكرت، أرجو الإجابة عليها شرعيا ونفسيا إن وجد:
أولا: هل الحب الخارج عن إرادة الإنسان، وكما فصلت، يأثم صاحبه؟
ثانيا: أنا بطبعي أحب الوفاء حتى لأصدقائي العاديين، فكيف لزوجتي. فهل فيما حدث خيانة لزوجتي، أو قلة وفاء لها، مع أني ذكرت للفتاة مواصفاتي، وكثيرا عن تفاصل حياتي، ومدحت أخلاق زوجتي. وذكرت أن زواجي الأول ناجح، ولله الحمد.
وهل الرجل إذا وقع في حب أخرى، ونوى الحلال وهو متزوج، فلديه انحراف فطري؟
ثالثا: أنا لا أحب العلاقات الرمادية، ولا أحتفظ بزميلات، ولا صديقات من الإناث.
فهل مسارعتي لمصارحتها، ومراسلتي لها، بقصد شريف كما فصلت، فيه مخالفة شرعية (أقصد موضوع المراسلة بشكل خاص، وفي حدود الأدب)؟
رابعا: هل من توجيه لديكم بأن السعادة غير مرتبطة بأن تكون المرأة زوجة أولى أو ثانية، فيوجد من هي أولى وغير سعيدة، وتوجد ثانية وسعيدة، والعكس، ولكن حيث ما وجدت الفتاة من يصونها ويحبها، وفيه صلاح وخلق، فهو أجدر بأن يسعدها.
خامسا: هل من توجيه خصوصا لمعشر النساء، اللائي يحرمن التعدد، وتعددنه من الجرائم، ومن الخيانة من حيث لا يشعرن؛ فقد تمت شيطنة هذا الشيء في عقول بنات الأمة، حتى إن مثل هذه الفتاة الصالحة لم تقبل حتى التفكير في الموضوع، مع قبولها بصفاتي العديدة الإيجابية باستثناء أني مرتبط.
أخيرا أطلب منكم الدعاء لي بالمغفرة، وأن لا يؤاخذنا الله بما هو فوق طاقتنا، وبما لا نستطيع.
وجزاكم الله خيرا.