السؤال
أنا إنسان ملتزم ولكن أشعر بالميل الجنسي إلى الرجال ولا أقدر على التخلص من هذا الشعور وأنا أصلي ماهو الحل في هده الحالة الرجاء نصحي اذا كنت مريضا نفسيا فكيف أعالج وهل يفسد الوضوء عندما أصافح رجلا وأشعر برغبة تجاهه حتى ولو كانت خارج إرادتي. والسلام عليكم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
اعلم أخي الحبيب وفقني الله وإياك أن التفكير في المعصية ناتج عن فراغ لا يشغله الإنسان بالنافع من العمل، أو تعريض الإنسان نفسه للمثيرات، وقد يكون ذلك لخبث في نفس الإنسان، فعلى المرء أن يكثر من طاعة الله ويكثر من ذكره تعالى، وأن يسأله أن يعصمه من الزلل ويتقرب إلى مولاة بشتى القرب. ثم اعلم عصمك الله أن مفسدة اللواط من أعظم المفاسد ولذلك كانت عقوبته من أعظم العقوبات ولقد فطر الله الإنسان على أن يميل الذكر للأنثى والأنثى للذكر ومن خرج عن هذا الأصل كان خارجا عن الفطرة. بل قال بعض العلماء إن مفسدة اللواط تلي مفسدة الكفر، وربما كانت أعظم من القتل ولم يفعل هذه الفعلة قبل قوم لوط أحد من العالمين قال تعالى: (ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين)[ الأعراف:80]. وقال تعالى: (أتأتون الذكران من العالمين)[الشعراء:165]. وقد قال أحد خلفاء بني أمية لولا أن الله قص علينا قصة قوم لوط ما ظننت أن ذكرا يعلو ذكرا وقد عاقبهم الله بما لم يعاقب به أمة غيرهم فجمع عليهم أنواعا من العقوبات من الإهلاك وقلب ديارهم عليهم والخسف بهم ورجمهم بالحجارة من السماء وطمس أعينهم فنكل بهم نكالا لم ينكله بأمة سواهم وذلك لعظيم مفسدة هذه الجريمة التي تكاد الأرض تميد من جوانبها إذا عملت عليها. وقد ثبت عن خالد بن الوليد رضي الله عنه أنه وجد في بعض المناطق رجلا ينكح كما تنكح المرأة فكتب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فاستشار أبو بكر الصديق الصحابة رضي الله عنهم، فكان علي رضي الله عنه أشدهم قولا فيه فقال: ما فعل هذا إلا أمة من الأمم واحدة، وقد علمتم ما فعل الله بها، أرى أن يحرق بالنار فكتب أبو بكر إلى خالد فحرقه، وقال ابن عباس ينظر أعلى ما في القرية من بنيان أو جبل فيرمي اللوطي من فوقه منكسا، وقد روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول" رواه أصحاب السنن، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمل عمل قوم لوط ثلاثا ولم يلعن أحدا من أهل الكبائر ثلاثا إلا من فعل هذا. وعلاج ذلك يكون بالابتعاد عن النظر إلى الرجال الذين تتلذذ بالنظر إليهم فإن النظر إلى المردان بشهوة محرم باتفاق العلماء قال في مغنى المحتاج "ويحرم النظر امرد.. بشهوة بالإجماع ولا يختص هذا الأمر بالأمرد بل النظر إلى الملتحي وإلى النساء المحارم بشهوة حرام مطلقا. وقال ابن تيمية: "والنظر إلى وجه الأمرد بالشهوة كالنظر إلى وجه ذوات المحارم والمرأة الأجنبية بالشهوة سواء كانت الشهوة شهوة الوطء، أو كانت شهوة التلذذ كما يتلذذ بالنظر إلى وجه الأجنبية كان معلوما لكل أحد أن هذا حرام فكذلك النظر إلى وجه الأمرد باتفاق الأئمة" انتهى.
وقال البيهقي في باب ما جاء في النظر إلى الغلام والأمرد بالشهوة.
قال الله عز وجل: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) وفيما ذكر من الآية غنية عن غيرها وفتنة ظاهرة لا يحتاج إلى خبر يبينها. انتهى.
فاتق الله واشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك وأذكر أن هذا يخرم رجولة الإنسان وعليك بمراقبة الله عز وجل وأن الله مطلع على عملك، وكذلك البعد عن رفاق السوء، فالمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. كذلك عليك أن تتزوج وتكون أسرة تسكن إليها وتستقر معها. وأما بالنسبة لنقص الوضوء فإن خرج منك مذي فإن وضوءك ينتقض وإلا فلا. والله أعلم