أعظم أسباب تسلط الشيطان على الإنسان، وسبيل دفعه

0 67

السؤال

لدي مصيبة ومشكلة، كنت أعاني من مس شيطاني، وأنا أعرف أن هذا الشيء الذي حدث مكتوب لي، ولا يزال عندي، وقد قل المرض، ولكني كرهت نفسي؛ لأني ابتعدت عن الدين، لدرجة أنني أكلم شابا وأحبه حبا شديدا، وأعشقه، ونتكلم ونتجاوز بالكلام. تعبت من هذا الأمر، لم أشعر بقيمة نفسي، أشعر أني ضائعة، لأن صلاتي أؤخرها، والفجر لا أصليها. ماذا علي أن أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى العلي القدير أن يفرج همك، وينفس كربك، ويذهب عنك هذا الداء، فهو الشافي لا شفاء إلا شفاؤه، فتوجهي إليه، وسليه بخشوع وتضرع أن يعافيك من هذا البلاء، فهو سبحانه خير مسؤول، وخير مجيب، قال تبارك وتعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون {البقرة:186}. وراجعي آداب الدعاء في الفتوى رقم 119608.

واعلمي أن المعاصي والغفلة عن الله وذكره من أعظم أسباب تسلط الشيطان على الإنسان، قال الله سبحانه: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين {الزخرف:36}، وفي المقابل فإن المؤمن يحفظه ربه بإيمانه وطاعته، ثبت في مسند أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضى أحدكم بعيره في السفر. وصحح هذا الحديث الألباني في السلسلة الصحيحة.

قال المناوي في فيض القدير شارحا لهذا الحديث: (لينضي شيطانه) أي يهزله ويجعله نضوا أي مهزولا لكثرة إذلاله له وجعله أسيرا تحت قهره وتصرفه، ومن أعز سلطان الله عزه الله وسلطه على عدوه وحكم عكسه عكس حكمه، فظهر أن المؤمن لا يزال ينضي شيطانه (كما ينضي أحدكم بعيره في السفر)، لأنه إذا عرض لقلبه احترز عنه بمعرفة ربه، وإذا اعترض لنفسه وهي شهواته احترز بذكر الله،  فهو أبدا ينضوه، فالبعير يتجشم في سفره أثقال حمولته فيصير نضوا لذلك، وشيطان المؤمن يتجشم أثقال غيظه منه لما يراه من الطاعة والوفاء لله، فوقف منه بمزجر الكلب ناحية.... اهـ.

 فإذا أردت العافية والسلامة من هذا البلاء والراحة من هذا العناء؛ فاقطعي كل علاقة لك بهذا الشاب، وأقبلي على التوبة النصوح، واحرصي على الطاعة وذكر الله ورقية نفسك بالرقية الشرعية. وانظري لمزيد الفائدة الفتاوى: 5450، 1208، 10800، 12928.

وفي الختام: نذكرك بالاجتهاد في أمر الزواج، والبحث عن زوج صالح ينير لك الدرب، ويمسك بيدك في طريق الاستقامة، فيعينك إذا ذكرت، ويذكرك إذا نسيت، ويجوز شرعا للمرأة أن تبحث عن الأزواج، أو تعرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها بشرط مراعاة الضوابط الشرعية، كما سبق وأن أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 18430.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة