السؤال
ما حكم دراسة الثانوية العامة، وإكمال الدراسة الجامعية أيضا، فبعض المواد المقررة في الثانوية، غير نافعة للطالب في التخصص الذي يرغبه؟ فمثلا أريد الصيدلة، فما حاجتي للفيزياء والرياضيات! فهل آثم؛ لأن في دراسة هذه المواد التي لا تنفعني مضيعة للوقت، وفي الجامعة مواد يجب دراستها، ودفع النقود عليها، مع عدم تعلقها بالتخصص، وغير مفيدة لا للدين، ولا للدنيا؟
ويجب على الطالب نيل الشهادة بحضور المحاضرات، والتقدم للامتحانات لمدة خمس سنوات، ويمنع أقل من خمس، مع قدرته على نيلها في ثلاث، فهل تمنع الدراسة؛ لأن هذا كله مضيعة للوقت؟ علما أن ما يدفعني للدراسة هو جني المال دون مشقة وتعب في العمل بصنعة أتعلمها مثلا، مع صعوبة الحصول على فرصة تعلم صنعة، ووجود مشقة في ذلك، والدراسة أفضل سبب رزق يمكنني أخذه، وأرغب فيه ويريحني، مع أن أبي الذي ينفق علي، ويؤمن لي الكماليات أيضا، وحالته المادية جيدة جدا، ربما يستطيع أن ينشئ لي عقارا يدر علي دخلا شهريا أكتفي به، وأستطيع الزواج أيضا، والإنفاق على البيت دون الحاجة للدراسة، فهل يجب علينا ذلك؟ مع العلم أن أبي يعظم الدراسة، ويلح علي هو وأمي، ويريد مني نيل شهادة الصيدلة مثلا، ثم -ربما- يفتح لي صيدلية من ماله، فيقول: أنا أساعدك إذا درست أثناء دراستك، وأمدك بكل ما تريد، وبعد نيل الشهادة كذلك سأساعدك في بناء مستقبلك، وربما يرفض فكرة عدم الدراسة بسبب ديني، أو لسبب آخر دنيوي، خصوصا أنه بعيد عن الدين، فهو يصلي، ويصوم، ويتلو القرآن، ويتحرى الحلال غالبا، ولكنه مرتد بناقض الاستهزاء، وغيره، ويفعل المعاصي، وأنا أحاول أن أصلح حالي بالتوبة، والهداية؛ فأنا ضال أيضا.
وإذا أردت الاستغناء عن أبي، وعن الدراسة؛ فسأجد أعمالا بسيطة في السوق مردودها قليل، أستطيع العيش به، لكني لن أستطيع الزواج، والاستقلال، أعلم أن الرزق مكتوب، ولكنا نتكلم ونخطط أخذا بالأسباب.