من علامات الساعة الصغرى

0 485

السؤال

من علامات الساعة الصغرى:-
1-تقارب الزمان . 2- تقارب الأسواق 3- وقوع التناكر بين الناس 4- غربة الإسلام ...
ما معنى كل منها ؟؟؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد اختلف العلماء في المراد بتقارب الزمان الوارد في الحديث على أقوال: 1- قلة البركة في الزمان، قال الحافظ ابن حجر: وقد وجد في زماننا هذا، فإننا نجد سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا. 2- ما يكون في زمان المهدي وعيسى عليه السلا م من استلذاذ الناس للعيش، وتوفر الأمن وغلبة العدل، وذلك أن الناس يستقصرون أيام الرخاء وإن طالت، وتطول عليهم مدة الشدة وإن قصرت. 3- تقارب أحوال أهله في قلة الدين حتى لا يكون منهم من يأمر وينهى عن منكر، لغلبة الفسق وظهور أهله. 4- تقارب أهل الزمان بسبب توفر وسائل الاتصالات والمراكب الأرضية والجوية السريعة التي قربت البعيد. 5- قصر الزمان وسرعته سرعة حقيقية، وهذا لم يقع إلى الآن، ويؤيد هذا ما جاء أن أيام الدجال تطول حتى يكون اليوم كالسنة، وكالشهر، وكالجمعة في الطول، فكما أن الأيام تطول، فإنها تقصر، قال ابن أبي جمرة: يحتمل أن يكون المراد بتقارب الزمان قصره على ما وقع في حديث: "لا تقوم الساعة حتى تكون السنة كالشهر..." وعليه، فالتقارب الحسي لم يقع، وأما التقارب المعنوي، وهو قلة البركة ونحوها، فقد وقع كما سبق. وأما تقارب الأسواق: فقد بين المراد به الشيخ حمود التويجري في كتابه "إتحاف الجماعة" فقال: وأما تقارب الأسواق: فقد جاء تفسيره في حديث ضعيف بأنه كسادها وقلة أرباحها، والظاهر -والله أعلم- أن ذلك إشارة إلى ما وقع في زماننا من تقارب أهل الأرض بسبب المراكب الجوية والأرضية، والآلات الكهربائية التي تنقل الأصوات، كالإذاعات والتلفونات الهوائية التي صارت أسواق الأرض متقاربة بسببها، فلا يكون تغيير في الأسعار في قطر من الأقطار إلا ويعلم به التجار -أو غالبهم- في جميع أرجاء الأرض، فيزيدون في السعر إن زاد، وينقصون إن نقص، ويذهب التاجر في السيارات إلى أسواق المدائن التي تبعد عنه مسيرة أيام فيقضي حاجته منها ثم يرجع في يوم أو بعض يوم، ويذهب في الطائرات إلى أسواق المدائن التي تبعد عنه مسيرة شهر فأكثر، فيقضي حاجته منها ويرجع في يوم أو بعض يوم، فقد تقاربت الأسواق من ثلاثة أوجه: الأول: سرعة العلم بما يكون فيها من زيادة السعر ونقصانه. الثاني: سرعة السير من سوق إلى سوق، ولو كانت مسافة الطريق بعيدة جدا. الثالث: مقاربة بعضها بعضا في الأسعار، واقتداء بعض أهلها ببعض في الزيادة والنقصان. اهـ. وأما التناكر بين الناس في آخر الزمان، فقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى معناه في نهاية الحديث، بقوله: "فلا يكاد أحد أن يعرف أحدا" وهذا التنكر يقع عند كثرة الفتن والمحن، وكثرة القتال بين الناس، وحينما تستولي المادة على الناس ويعمل كل منهم لحظوظ نفسه غير مكترث بمصالح الآخرين ولا بحقوقهم، فتنتشر الأنانية البغيضة، ويحيى الإنسان في نطاق أهوائه وشهواته، فلا تكون هناك قيم أخلاقية يعرف بعض الناس بها بعضا، ولا يكون هناك من الأخوة الإيمانية ما يجعلهم يلتقون على الحب في الله تعالى والتعاون على البر والتقوى. وأما غربة الإسلام، فهي أن الإسلام بدأ في آحاد الناس، وهم بالنسبة لكثرة من حولهم في أهل الكفر كالغريب في بلاد أخرى لمن هم فيها. قال الإمام النووي رحمه الله: في شرح حديث "بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء" رواه مسلم قال: وظاهر الحديث العموم، وأن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة، ثم انتشر فظهر، ثم سيلحقه النقص والاختلال حتى لا يبقى إلا في آحاد وقلة أيضا كما بدأ. اهـ. وغالب ما ذكرناه ملخص من كتاب "أشراط الساعة" للشيخ يوسف الوابلي. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة