السؤال
أخي أريد أن أسأل: هل يجوز للأهل معاملة ابنتهم بظلم، بحجة أنها كما يقولون: ذات جناح ضعيف، وليس هناك خطأ أو عيب في أن يعاملها أخوها معاملة قاسية، وأن تصل إلى درجة الذل؟
وإن كان هو المخطئ يضعون اللوم على الفتاة نفسها زعما منهم أنها تستحق ذلك، وهي لم تفعل ذلك إلا من وراء سبب، والحقيقة أنها لم تقترف أي خطأ، ودائما يتحدثون باسم الدين، وأن للذكر مثل حظ الأنثيين. أي يدعون أنه يجوز لهم أن يعاملوا الذكر أفضل من معاملة الأنثى، ويفصلون الدين على هواهم. وعلى الأنثى مهما حدث أن تبقى ساكتة ولا تعترض.
سؤالي هنا ما هي نظرة الإسلام في مثل حالتي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد أمر الشرع بالعدل بين الأولاد ذكورهم وإناثهم، ونهى عن التفضيل بينهم، ولا ريب في كون الإهانة أو الإساءة للبنات ظلم محرم، ومنكر مخالف للشرع، وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- أبلغ التحذير من ظلم النساء، فقال -صلى الله عليه وسلم-: اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم، والمرأة. رواه ابن ماجه.
قال النووي -رحمه الله-: ومعنى أحرج: ألحق الحرج وهو الإثم بمن ضيع حقهما، وأحذر من ذلك تحذيرا بليغا، وأزجر عنه زجرا أكيدا. اهـ
ويروى عن الحسن -رضي الله عنه- قال: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحدث أصحابه إذ جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه في ناحية القوم، فمسح رأسه، وأقعده على فخذه اليمنى، قال: فلبث قليلا فجاءت ابنة له حتى انتهت إليه، فمسح رأسها وأقعدها في الأرض، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فهل على فخذك الأخرى. فحملها على فخذه الأخرى، فقال -صلى الله عليه وسلم-: الآن عدلت. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب: النفقة على العيال، والمروزي في كتاب: البر والصلة.
بل حث الشرع على الاعتناء بالبنات، والإحسان إليهن، ووعد على ذلك الأجر العظيم، فقد جاء في الأدب المفرد للبخاري: عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ما من مسلم تدركه ابنتان، فيحسن صحبتهما إلا أدخلتاه الجنة. وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان له ثلاث بنات يؤويهن ويكفيهن ويرحمهن، فقد وجبت له الجنة البتة. فقال رجل من بعض القوم: وثنتين يا رسول الله؟ قال: وثنتين.
فالتقليل من شأن البنات، والتهوين من شأنهن من أمور الجاهلية، وهو مناف لأخلاق أهل الإسلام ولطبع ذوي المروءات والشهامة، ونسبة ذلك للدين كذب وظلم أكبر.
والله أعلم.