السؤال
قرأت كثيرا عن صيغ الاستعاذة من الشيطان الرجيم، ولا أدري أيها أصح، وخصوصا أني سمعت من يقول: إن "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، ليس عليها إجماع، وإن "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه" هي الأصح، فما الحكم؟ جزاكم الله خيرا.
قرأت كثيرا عن صيغ الاستعاذة من الشيطان الرجيم، ولا أدري أيها أصح، وخصوصا أني سمعت من يقول: إن "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، ليس عليها إجماع، وإن "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه" هي الأصح، فما الحكم؟ جزاكم الله خيرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد ورد في الاستعاذة من الشيطان عدة صيغ، وكلها مشروعة، لا فرق بينها في أصل المشروعية، وأشهر الألفاظ: قول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
ويدل عليه حديث سليمان بن صرد، قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسب صاحبه مغضبا، قد احمر وجهه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". متفق عليه. قال القرطبي في تفسيره: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، وهذا اللفظ هو الذي عليه الجمهور من العلماء في التعوذ؛ لأنه لفظ كتاب الله تعالى .. اهــ. ومثله قول ابن عطية في المحرر الوجيز: وأما لفظ الاستعاذة، فالذي عليه جمهور الناس هو لفظ كتاب الله تعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
ومن الألفاظ الواردة في الاستعاذة: ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل، كبر، ثم يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ثم يقول: لا إله إلا الله ثلاثا، ثم يقول: الله أكبر كبيرا ثلاثا، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه. رواه أبو داود، والترمذي، وغيرهما.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة: وكيف ما استعاذ بما روي، فقد أحسن, مثل أن يقول: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم, من همزه، ونفخه، ونفثه وهمزه: الموتة, وهي الصرع. ونفخه: الكبر، والخيلاء. ونفثه: الشعر، والأغاني الكاذبة. اهــ. وقال النووي في المجموع: قال الشافعي في الأم، وأصحابنا: يحصل التعوذ بكل ما اشتمل على الاستعاذة بالله من الشيطان، لكن أفضله: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. اهــ. وقال ابن قدامة في المغني: وصفة الاستعاذة: أن يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وهذا قول أبي حنيفة، والشافعي؛ لقول الله تعالى: {فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} [النحل:98]، وعن أحمد أنه يقول؛ أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم؛ لخبر أبي سعيد، ولقول الله تعالى: {فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم} [فصلت:36]، وهذا متضمن لزيادة، ونقل حنبل عنه: أنه يزيد بعد ذلك: إن الله هو السميع العليم. وهذا كله واسع، وكيفما استعاذ، فهو حسن. اهــ.
والله تعالى أعلم.