تسمية المولودة باسم: "أوديت"

0 61

السؤال

نحن مقيمون في ألمانيا، وزوجي يريد أن يسمي مولودتنا: "أوديت"، وهذا الاسم ليس عربيا ألبتة، بل ألماني الأصل، ومعناه: غنى، أو ثراء، وهو لا يمت بأي صلة إلى اسم آلهة، وليس في معناه شرك بالله، كما أن الاسم كان يستخدم في الماضي -في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر-، أما الآن فلم يعد متداولا بكثرة في المجتمع الألماني، فهل يمكن لنا تسمية المولودة به؟ أدامكم الله بخير، وذخرا للأمة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا ينبغي تسمية المولودة بالاسم الألماني المذكور: "أوديت"؛ لما قد يكون في ذلك من دلالة على الإعجاب بالكافرين، وإحياء ذكرهم، وكون ذلك الاسم ليس متداولا بكثرة عندهم، أو كونه حسن المعنى، كل هذا لا يخرجه عن كونه مختصا بهم، ما دام أنه من أسمائهم، ولا يتسمى به المسلمون، وقد سئل الشيخ ابن جبرين -رحمه الله تعالى- عن حكم التسمي ببعض الأسماء الغربية الدخيلة، مثل: (يارا، سوزان، فريال… وغيرها)، وأرجو توجيه نصيحة لمن يسمي بهذه الأسماء؟

فأجاب بقوله: اعلم أن تقليد الغرب، أو الكفار في أقوالهم، أو أفعالهم، أو أسمائهم، يعتبر تعظيما لهم، ودليلا على محبتهم، وتوقيرهم، وإشاعة ذكرهم كلما ذكرت تلك المسميات، وسواء كانت أسماء أعلام لمشاهيرهم، أو لعامتهم، أو لبلدانهم، فالذين يتسمون بهذه الأسماء، أو يسمون بها متاجرهم، أو فنادقهم، أو مؤسساتهم، يدل ذلك منهم على موقع تلك الأسماء في نفوسهم.

فنصيحتنا البعد عن تلك الأسماء، وعن إضافة المتاجر، والمؤسسات إليها، ففي هجرها، وتناسيها، إماتة لها، ودعوة إلى نسيانها، وفي أسماء المسلمين، وجهابذة أمة الإجابة من العلماء، والأئمة، والعباد، والأعلام ما يغني عن أسماء الكفار، وأعداء الدين، والله المستعان. انتهى.

فعلى والد البنت أن يختار لابنته اسما طيبا من أسماء المسلمين، فقد جاء في الحديث: إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم، وأسماء آبائكم، فأحسنوا أسماءكم. رواه أحمد، وأبو داود.

وهل ضاق اللسان العربي بالأسماء الحسنة الجميلة؛ ليتكلف المرء التنقيب، والبحث في الأسماء الأعجمية، وأسماء أهل الكفر، والوقوع في لوثة التشبه بهم!؟

والذي ينبغي لكم وأنتم في تلك الديار أن تجتهدوا في البعد عن التشبه بأهلها؛ حتى لا تذوبوا، وتضيعوا، فإن من تنازل عن درجة، أوشك أن يتنازل عن أخرى، والسقوط أوله خطوة.

نسأل الله تعالى أن يحفظ علينا، وعليكم نعمة الإسلام، وأن يعزنا بها.

والله تعالى أعلم. 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة