السؤال
بدأت الصلاة حديثا، ولا أحفظ الكثير من آيات القرآن الكريم. أحفظ القليل من قصار السور وأكررها في كل وقت فرض وسنة. ولا أستطيع أن أحفظ أكثر بسبب عملي، وأنسى كثيرا، لا أستطيع أن أحفظ.
أشعر بالخجل من ربي، لقد تجاوزت 40 سنة، ولا أجيد قراءة القرآن بشكل صحيح.
ماذا يجب علي أن أفعل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا بد من تنبيهك أولا على أن قولك: "أنا بدأت الصلاة حديثا" يفيد أنك كنت تتركها, والصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من الأعمال، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر. وقد ثبت الوعيد الشديد في شأن التهاون بها أو تضييعها؛ قال تعالى: فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون {الماعون: 5-6}، وقال تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا {مريم 59}.
فعليك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى, وواظب على صلاتك مستقبلا, وأكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة، لعل الله تعالى يغفر لك تقصيرك فيما مضى.
وإذا كنت ضابطا لعدد الصلوات التي تركتها، فعليك قضاؤها على الترتيب. وإن جهلت عددها، فواصل القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة, وهذا الذي نفتي به، كما سبق تفصيله في الفتوى: 97471. وعن كيفية قضاء الفوائت الكثيرة، راجع الفتوى: 61320.
وبخصوص حفظ القرآن، فإن ثوابه عظيم, لكنه لا يجب على كل شخص بعينه, بل هو من فروض الكفايات إذا قام به بعض الناس سقط الوجوب على الباقين.
يقول الإمام النووي في مقدمة شرح المهذب: القسم الثاني -أي: من أقسام العلم الشرعي- فرض الكفاية، وهو تحصيل ما لا بد للناس منه في إقامة دينهم من العلوم الشرعية، كحفظ القرآن، والحديث، وعلومهما، والأصول ... انتهى.
فبإمكانك أن تلتحق بأحد مراكز تحفيظ القرآن, أو تستمع إلى بعض القراء المعروفين بجودة التلاوة, وحسن الأداء, وأن تقتطع من وقتك يوميا جزءا ولو يسيرا لحفظ بعض الآيات. وقد سبق أن بينا الطريقة المثلى لحفظ القرآن الكريم، في الفتوى: 9154.
وعن الأسباب المعينة على تثبيت الحفظ, وعدم النسيان، راجع الفتوى: 65084.
والله أعلم.