السؤال
كيف أصدق العلماء أو أعتبرهم علماء وهم ينظرون إلى وضع المسلمين ولا يتحركون ولا يسعون في الأرض للإصلاح، سوى أنهم ماكثون في قصور ويفتون بالحلال والحرام.
لم أعد أعبأ باستفتاءاتهم ويزداد قلبي كرها لهم. ماذا أصنع حتى أتخلص من هذه الأحاسيس؟
وأرجوا أن تردوا على أسئلتي الفارطة.
السلام عليكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالأصل أن علماء الإسلام يسعون بقدر ما يستطيعون، كل في مجال تخصصه لنفع المسلمين وتبصيرهم بدينهم، ورفع الذل والمهانة عنهم، ولكن بنظر ثاقب وفهم سديد، ومراعاة للمصالح والمفاسد، وما سيكون في المستقبل نتيجة قولهم أو موقفهم الذي سيتخذونه، والذي حملك على عدم الوثوق بهم واتهامهم بالعجز والوهن هو أنك تراهم لا يتكلمون بما تراه أنت أو بعض من ينادي بالمواجهة وإثارة القلاقل دون وعي ودراسة للحال والمآل والأثر، ونحن لا ننكر أنه يوجد علماء سلطان أو علماء دنيا يبررون لأعداء الله، ويخذلون أولياء الله، ويصدق فيهم قول الله عز وجل: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين * ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث [لأعراف: 175-176].
ولذا، ننصحك أخي الفاضل بتغيير هذه النظرة الخاطئة إلى أهل العلم والفضل، ونوصيك بالقرب منهم وسؤالهم والاستفادة منهم، ونذكرك بأن معاداتهم تعتبر محاربة لله تعالى.
ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب.. ونقل النووي رحمه الله في "التبيان في آداب حملة القرآن" عن أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله أنهما قالا: إن لم يكن العلماء أولياء الله، فليس لله ولي.
وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر رحمه الله: اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، فإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب، "فليحذر الذي يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم".
ولمزيد الفائدة، تراجع الفتوى رقم: 33943.
والله أعلم.