السؤال
ذكر في بعض الأحاديث النبوية أن تكرار قراءة بعض السور القرآنية، والآيات، له من الفضل الكبير، والثواب الجزيل، فلماذا يكون التكرار هو المسبب للفضل؟ ولماذا لا تكفي قراءة السورة أو الآية بتدبر، وخشوع، وحضور قلب في نيل القارئ للفضل، والثواب المماثل للتكرار؟ وفي بعض الأحيان أجد نفسي أقرأ الآية مرة واحدة بخشوع أكثر من تكراري لها. مع الشكر الجزيل.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فقد جاءت السنة بقراءة بعض السور، أو الآيات، والأذكار في مواطن، وتكرارها، كتكرار قراءة المعوذات عند النوم، وتكرارها في أذكار الصباح والمساء، وغير ذلك كثير.
ومثل هذا التكرار يعمل به، سواء أدركنا الحكمة منه أم لا، وقد يكون السبب، أو الحكمة التي شرع التكرار من أجلها، ما يترتب عليه من التدبر، والخشوع، فمن المعلوم أن التكرار أدعى للتدبر، والتأثر بالمتلو.
وقد وردت السنة، والآثار عن الصحابة، والتابعين في ترديد آيات القرآن عند تلاوتها، ومن ذلك؛ ما ورد من أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية؛ حتى أصبح، يرددها. والآية هي قوله تعالى: إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم [المائدة: 118].
وقد عقد الإمام النووي في كتابه التبيان في آداب حملة القرآن فصلا في استحباب ترديد الآية للتدبر، وذكر فيه جملة من الأحاديث، والآثار في ذلك.
وكونك -أيتها السائلة- تتدبرين من المرة الواحدة، هذا لا يعني أن غيرك من الناس كذلك، فالعبادات لم تجعل على مقياسك أنت، ثم إن تكرارك السورة فيه تكثير للثواب، فبكل حرف حسنة، فإذا كررت السورة، تضاعفت الحسنات بتكرار الحروف، وانظري المزيد في الفتويين: 309358 - 227509.
والله تعالى أعلم.