السؤال
لو أني أصاحب أصدقاء، ولا أحب تعاملهم معي بيني وبين نفسي، ولكني أعاملهم معاملة حسنة، هل أكون بذلك منافقة؟ يعني مثلا قالت لي إحداهن عن صديقة إنها سيئة، وأثناء مشينا مع هذه الصديقة أو على الإنترنت تأخذ برأيها، وتوجه الحديث لها وحدها. هل بذلك أعد منافقة إذا تغاضيت، وتعاملت كأن شيئا لم يحدث؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالإحسان إلى الناس ومداراتهم ومعاملتهم بالكلام الطيب ونحوه - وإن كان الشخص مبغضا لهم- لا يعد نفاقا، بل هو أمر حسن لما فيه من استمالة قلوبهم، ومحاولة إصلاح ما عسى أن يكون عندهم من خلل. ففي الصحيح عن عائشة: أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة فلما جلس تطلق النبي -صلى الله عليه وسلم- في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله، حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، متى عهدتني فحاشا، إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره.
ثم الذي ننصحك به أن تكون صحبتك لهؤلاء بغية إصلاحهم، أو تحقيق نفع ديني، أو دنيوي لك أو لهم، ولكن لا تصادقي إلا من كانت مصادقته تزيدك قربا من الله تعالى، كما في الحديث: لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أبو داود.
واحذري الغيبة؛ فإن غائلتها خطيرة، واحملي تصرفات الناس على أحسن المحامل ما أمكن؛ فإن في ذلك راحة للقلب، وسكينة للنفس.
والله أعلم.