السؤال
توفيت والدتي في حادث، وفي آخر أيامها كانت محافظة على الصلاة، وصامت رمضان، واجتهدت فيه على قدر استطاعتها، ولكن أخشى أن تكون قد قصرت في وقت ما في الصلاة. هل أستطيع الصلاة بنية جبر التقصير؟ وإذا كان لا - فكيف أبرها في هذه النقطة بالتحديد؟ وهل قراءة القرآن والاستغفار يصل للمتوفى؟ وما الأعمال التي أستطيع أن أعملها كي أبرها بعد وفاتها؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دامت الوالدة -رحمة الله عليها- قد التزمت في آخر عمرها بالصلاة والصيام والطاعة، فهذا دليل على حسن خاتمتها، فإن العبرة بالخاتمة التي يختم بها العمر، فمن ختم له بخير، فهو من أهل الجنة، وإن عاش حياته السابقة على غير تقوى، كما يدل عليه حديث ابن مسعود في الصحيحين: فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخل الجنة، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار.
وإن كان ثم تقصير، فرحمة الله أرجى من كل عمل، ومغفرته أوسع من كل الذنوب.
وفي حال ما إذا كان عليها قضاء بعض الصلوات، فلا يشرع لك ولا لغيرك القضاء نيابة عنها، كما سبق بيانه في الفتوى: 208666.
وعليك بالدعاء لها، والصدقة عنها، والاستغفار لها، فإن ذلك مما يصل للميت بعد موته، وينتفع به بلا خلاف بين أهل العلم، وفيه برها.
أما قراءة القرآن، وإهداء ثوابها للميت ففيها خلاف، لكن الراجح -إن شاء الله- أن كل من عمل طاعة من قراءة أو غيرها ، وجعل ثواب ذلك لميت من المسلمين، فإنه ينتفع بذلك، ويصله هذا الثواب بإذن الله، كما سبق بيانه في الفتوى: 174551. وانظر الفتوى: 337147. في بر الوالدين بعد موتهما.
والله أعلم.