شرح حديث: ... بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ

0 42

السؤال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة، بني له بهن بيت في الجنة). رواه مسلم. الجزاء في هذا الحديث بيت في الجنة، فكيف أبني قصرا في الجنة وليس بيتا، كما في الحديث المذكور؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالبيت في لغة العرب قد يطلق على القصر؛ كما قال في تاج العروس: وبيت الرجل: القصر، ومنه قول جبريل عليه السلام: (بشر خديجة ببيت من قصب) أراد: بقصر من لؤلؤة مجوفة، أو بقصر من زمرذة. اهــ.

وقال المناوي في "فيض القدير" عن حديث بشارة خديجة ببيت في الجنة: بشرها ببيت في الجنة. رواه مسلم. قال: فإن قيل: كيف لم يبشرها إلا ببيت، وأدنى أهل الجنة له فيها مسيرة ألف عام؟

فالجواب: أن البيت عبارة عن القصر، وتسمية الكل باسم الجزء معلوم في لسانهم. اهــ.

ومثله قول ابن بطال في شرح البخاري: وقوله: (ببيت) أي: بقصر، يقال: هذا بيت فلان، أي قصره. قاله أبو سليمان الخطابي. اهــ.

فالبيت في الحديث الذي أشرت إليه أخي السائل: بني له بهن بيت في الجنة: البيت هنا قد يكون قصرا، ولا يلزم أن يكون بيتا دون القصر الكبير.

وقد جاء في بعض الأحاديث النص على بناء قصر لمن عمل بعض الأعمال الصالحة، كالحديث الذي رواه أحمد في المسند: من قرأ: قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات، بنى الله له قصرا في الجنة. حسنه الألباني في الصحيحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات