السؤال
جاءنا خاطب حسن الخلق، حافظ لكتاب الله، عمره 32 سنة، ولكنه قال: إنه أحيانا ينام عن صلاة الفجر، وقال: إنه محتاج أن يراجع القرآن. فهل يجوز أن أقبله خاطبا لأختي؟
جاءنا خاطب حسن الخلق، حافظ لكتاب الله، عمره 32 سنة، ولكنه قال: إنه أحيانا ينام عن صلاة الفجر، وقال: إنه محتاج أن يراجع القرآن. فهل يجوز أن أقبله خاطبا لأختي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشرع الحكيم قد حث على اختيار صاحب الدين والخلق زوجا، روى الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
وقد ذكر أهل العلم أن الخلق عليه مدار حسن المعاش، والدين عليه مدار أداء الحقوق.
وفي الأثر عن الحسن البصري أنه أتاه رجل فقال: إن لي بنتا أحبها، وقد خطبها غير واحد، فمن تشير علي أن أزوجها؟ قال: زوجها رجلا يتقي الله، فإنه إن أحبها، أكرمها، وإن أبغضها، لم يظلمها. أورده البغوي في شرح السنة.
وكون هذا الشاب حافظا لكتاب الله، وصاحب خلق حسن، أمر طيب، وأما كونه ينام عن صلاة الفجر، فينظر فيه، فإن لم يكن ذلك عن تفريط، فإنه معذور بذلك، فلا يدل على خلل في دينه، فقد روى مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى. وإن كان عن تفريط، فيخرج الصلاة عن وقتها، فهو غير مرضي في دينه، فلا تزوجه أختك، إلا إذا تاب إلى الله وأناب.
وهذا فيما إن كان المقصود الصلاة في نفسها، وأنه يخرجها عن وقتها، فإن كان المقصود أنه تفوته صلاة الجماعة، ولكنه يصلي الصلاة في وقتها، ففي حكم صلاة الجماعة خلاف، والراجح عندنا وجوبه، لأدلة بيناها في الفتوى: 1798.
ولكن الأمر في هذا أهون، لكون الخلاف في المسألة قوي، فلا بأس بتزويجه والحالة هذه، مع حثه وشحذ همته لأدائها في جماعة، واتخاذ التدابير التي تعينه على الاستيقاظ للصلاة، ويمكن مطالعة الفتوى: 2444.
والله أعلم.