السؤال
ما حكم تصرفاتي، أخي عنده مرض عقلي، ونطلب من الله الشفاء. المشكلة في كيفية التصرف معه؛ لأننا إذا حاولنا التعاطف واللطف -سبحان الله- حالته تسوء، ويقوم بأشياء شيئا ما خطيرة، يهدأ فقط إذا عاملته بشدة وصرامة. وفي بعض الأحيان أقول كلاما جارحا، وأشعر أن الشيطان يتلاعب بنا، ويعكر أعمالي بالدخول من طرف أخي. لكن يا شيخ يصعب علي التحكم في أعصابي.
ما حكم تصرفاتي وشدتي مع أخي؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالأصل أن يعامل الأخ بالرفق، ولا سيما إذا كان مريضا؛ فإن الشرع قد ندب إلى الرفق، ووعد عليه بالأجر العظيم، ففي صحيح مسلم عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطى على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطى على ما سواه.
لكن إذا اقتضت مصلحة الأخ في بعض الأحوال استعمال الشدة لمنعه من إيذاء نفسه ونحو ذلك؛ ففي هذه الأحوال تجوز الشدة معه بقدر ما تتحقق به المصلحة، وتندفع به المفسدة.
جاء في جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: ويضرب المجنون إذا أخذ يؤذي نفسه، ليكف عن إيذاء نفسه. ويجوز أيضا مثل هذا في حق البهائم: أن تضرب لمصلحتها، وهذا غير الضرب لحق الغير، وذلك أن العقوبة لمنفعة المعاقب هي بمنزلة سقي الدواء للمريض، فإن المطلوب دفع ما هو أعظم مضرة من الدواء. انتهى.
ونصيحتنا لك أن تستشيري المختصين من الأطباء ونحوهم في معاملة أخيك، وإذا اقتضت المصلحة الشدة معه، فليكن ذلك بقدر الحاجة، وبغرض مصلحته، وليس تنفيسا عن غضبك أو ضيقك من أحواله، وعليك أن تصبري وتجاهدي نفسك، وتستعيذي بالله من الشيطان وشره.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.