الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأصل براءة ذمة الشخص مما نسب إليه من غيبة أو نميمة حتى يثبت بِبَيِّنَة

السؤال

والدتنا متوفاة، ونعيش مع زوجة أبي. وكل فترة تحدث بيننا مشاكل، وسبب المشاكل أنها تحكي عنا للناس. ونحن نسمع بذلك، فنراجعها. وهي تكذب وتقول: حسبي الله عليكم. ووالدي يتضايق، لكنه يقف معها. فهل بذلك نكون ظالمات لها، ونكسب إثما؟وما هو الحل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الكلام عن الناس بسوء حال غيبتهم، يدور بين الغيبة والبهتان؛ لما ثبت في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ذكرك أخاك بما يكره. قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته.

والأصل براءة ذمة زوجة أبيكم حتى يثبت عنها أنها قامت بما اتُّهِمَتْ به، وعليكم بالتثبت فيما ينقل لكم عنها، امتثالا لقول الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ {الحجرات: 6}.

وقد يكون من يخبركم بتلك التصرفات عنها يريد الإفساد بينكم؛ لأن هذه هي حقيقة النميمة التي جاء الشرع بالتحذير منها، كما في صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: إن محمدا -صلى الله عليه وسلم- قال: ألا أنبئكم ما العِضَة، هي النميمة: القالة بين الناس.

وإذا ثبت أنها قد قالت ما قالت، فالواجب نصحها، فالدين النصيحة، وليكن النصح بأدب ورفق؛ فإن هذا هو الأصل في النصح أن يكون برفق؛ ليؤتي ثمرته.

وزوجة الأب صلتها من صلة الأب، فإكرام الأولاد لها من البر بأبيهم. هذا مع الدعاء لها بالهداية والصلاح.

وراجعي للفائدة الفتوى: 75557.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني