السؤال
أنا أكبر إخوتي، ولي أخ وأخت يقاطعونني منذ ثلاث سنوات، ولكني أصلهم وأبرهم، بل وأقف معهم ماديا نظرا لوفاة الوالد، وأقوم بالاتصال بهم، ولكن هم لا يقومون بالاتصال بي، وأذهب إليهم في الأعياد، ويقابلوننا بوجه غير طيب، ولا أعرف سبب ذلك، وحاولت أن أعرف مشكلة ذلك، ولكن دون جدوى، حتى أنهم يسبونني، ويسبون زوجتي أمامي، ويقولون أنت بالنسبة لنا أخ ميت، وكانت العلاقة من قبل جيدة جدا معهم قبل زواج أخي، ولكن بعد أن تزوج من امرأة غير طيبة، وكأنها جاءت لتفرق بيننا. ولا أدري ما سبب ذلك. وأنا الآن أريد أن أجمع الشمل، وأتصالح معهم لله، ومن باب الأخوة؛ لأني أعلم عقوبة قاطع الرحم، ولكن كيف يكون ذلك؟ مع العلم بأني حاولت مرارا وتكرارا، ولكن هم يرفضون التصالح بدون أية أسباب.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت، فلست قاطعا لهؤلاء الإخوة، بل هم القاطعون المسيئون، وحرصك على صلتهم رغم إعراضهم فيه خير كبير وأجر عظيم –بإذن الله-.
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله؛ إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. [تسفهم المل : تطعمهم الرماد الحار] وانظر الفتوى: 77480.
فداوم على ما أنت عليه من صلتهم، وبذل الوسع في كسب ودهم، وأبشر خيرا ببركة هذا العمل الصالح.
واعلم أن مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة، ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم فصلت(34).
والله أعلم.