الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنحن مـأمورون بالإكثار من الذكر، والدعاء على كل حال، وهذا الأصل عام؛ حتى فيما يتخذه المرء لنفسه من أنواع الأذكار المطلقة، والأدعية الخاصة مما يعجبه ويناسبه؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه، فليدع الله عز وجل. رواه البخاري، والنسائي، واللفظ له.
ويبقى الإشكال في تخصيص ذلك بعدد، أو زمان، أو مكان، أو هيئة معينة، بغير دليل شرعي، بحيث يواظب عليها، أو يجعلها كالسنة المأثورة!
فهذا هو الذي ينهى عنه، بخلاف ما يفعله المرء أحيانا في خاصة نفسه، دون أن يجعله سنة راتبة.
ولهذا يفرق شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه، بين استنان ذكر غير شرعي، واتخاذه وردا، أو أن يجعل للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون، ويجعلها عبادة راتبة، يواظب الناس عليها، وبين ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله للناس سنة، فقال -رحمه الله-: لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع، فالأدعية والأذكار النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء .. وليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها عبادة راتبة، يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس، بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به، بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله للناس سنة، فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محرما، لم يجز الجزم بتحريمه، لكن قد يكون فيه ذلك والإنسان لا يشعر به، وهذا كما أن الإنسان عند الضرورة يدعو بأدعية تفتح عليه ذلك الوقت، فهذا وأمثاله قريب، وأما اتخاذ ورد غير شرعي، واستنان ذكر غير شرعي، فهذا مما ينهى عنه. اهـ.
وهذا قائم على قاعدة التفريق بين الدلالة العامة المجملة، وبين الدلالة الخاصة على تقييد المجمل بعدد أو زمان أو مكان أو غير ذلك، فما جاء مطلقا يبقى كذلك، ولم يكن للمكلف أن يعمل به على هيئة مخصوصة دون دليل.
قال الشاطبي في الاعتصام: الدليل الشرعي إذا اقتضى أمرا في الجملة مما يتعلق بالعبادات مثلا، فأتى به المكلف في الجملة أيضا، كذكر الله والدعاء والنوافل المستحبات وما أشبهها، مما يعلم من الشارع فيها التوسعة؛ كان الدليل عاضدا لعلمه من جهتين: من جهة معناه، ومن جهة عمل السلف الصالح به. فإن أتى المكلف في ذلك الأمر بكيفية مخصوصة، أو زمان مخصوص، أو مكان مخصوص، أو مقارنا لعبادة مخصوصة، والتزم ذلك بحيث صار متخيلا أن الكيفية أو الزمان، أو المكان مقصود شرعا من غير أن يدل الدليل عليه؛ كان الدليل بمعزل عن ذلك المعنى المستدل عليه.
فإذا ندب الشرع -مثلا- إلى ذكر الله، فالتزم قوم الاجتماع عليه على لسان واحد وبصوت، أو في وقت معلوم مخصوص عن سائر الأوقات؛ لم يكن في ندب الشرع ما يدل على هذا التخصيص الملتزم، بل فيه ما يدل على خلافه؛ لأن التزام الأمور غير اللازمة شرعا، شأنها أن تفهم التشريع، وخصوصا مع من يقتدى به في مجامع الناس كالمساجد ... فصارت من هذه الجهة بدعا محدثة بذلك. وعلى ذلك ترك التزام السلف لتلك الأشياء، أو عدم العمل بها، وهم كانوا أحق بها وأهلها لو كانت مشروعة على مقتضى القواعد؛ لأن الذكر قد ندب إليه الشرع ندبا في مواضع كثيرة، حتى إنه لم يطلب في تكثير عبادة من العبادات ما طلب من التكثير من الذكر؛ كقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا} [الأحزاب: 41] الآية، وقوله: {وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون} [الجمعة: 10]؛ بخلاف سائر العبادات. ومثل هذا الدعاء؛ فإنه ذكر الله، ومع ذلك؛ فلم يلتزموا فيه كيفيات، ولا قيدوه بأوقات مخصوصة ـ بحيث تشعر باختصاص التعبد بتلك الأوقات، إلا ما عينه الدليل؛ كالغداة والعشي ...
فكل من خالف هذا الأصل؛ فقد خالف إطلاق الدليل أولا؛ لأنه قيد فيه بالرأي، وخالف من كان أعرف منه بالشريعة ـ وهم السلف الصالح رضي الله عنهم. اهـ.
وقال الشاطبي أيضا: والحاصل أن وضع الأذكار والدعوات، على نحو ما تقدم من البدع المحدثات. اهـ.
وانظر الفتوى: 132875.
وإذا تقرر هذا، تبين أنه لا يتعارض مع شيء مما نقله الأخ السائل من أحوال شيخ الإسلام ابن تيمية في الذكر والدعاء، إلا المثال الأول فقط.
وأما الإكثار من قراءة سورة الفاتحة، سواء بعد صلاة الفجر أو غيرها من الأوقات؛ لما فيها من أنواع الثناء والدعاء، فلا حرج في ذلك؛ طالما لم يواظب فيه على عدد أو هيئة معينة، ولم يتخذه سنة راتبة.
وكذلك قراءة آيات السكينة عند الحاجة إلى معناها، ما هو إلا انتفاع بالقرآن واستشفاء به. وليس في ذلك حرج، بالقيد السابق، وهو: عدم المواظبة فيه على عدد أو هيئة معينة، تتخذ كسنة راتبة.
والأمر في باب الرقية والطب واسع، ولا حرج فيه بالعمل بما جربه أهل العلم والصلاح، كما بوب شيخ الإسلام ابن تيمية في الكلم الطيب بابا في الدابة الصعبة، قال فيه: قال يونس بن عبيد رحمه الله: ما من رجل يكون على دابة صعبة، فيقول في أذنها: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون} (آل عمران: 83)، إلا وقفت بإذن الله تعالى. ثم قال شيخ الإسلام: وقد فعلنا ذلك، فكان كذلك بإذن الله تعالى. اهـ.
وهذا رواه ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة بإسناده عن يونس بن عبيد. وبوب عليه: باب (ما يقول على الدابة الصعبة) وكذا بوب عليه النووي في الأذكار.
وروى نحوه البيهقي موقوفا على ابن عباس، وبوب عليه في الدعوات الكبير: (باب في رقية الدابة). ولفظه عن ابن عباس : إذا استصعبت دابة أحدكم، أو كانت شموسا؛ فليقرأ هذه الآية في أذنها: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون} . اهـ.
وهذا ذكره القرطبي في التذكار في أفضل الأذكار.
وله شاهد رواه الطبراني في الأوسط، وابن عساكر في تاريخه من حديث أنس مرفوعا: بلفظ: من ساء خلقه من الرقيق والدواب والصبيان؛ فاقرؤوا في أذنه: {أفغير دين الله يبغون}. اهـ.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: فيه محمد بن عبد الله بن عقيل بن عمير، وهو متروك. اهـ.
وقال الألباني في الضعيفة: موضوع. اهـ. وضعف الألباني إسناد أثر يونس بن عبيد.
وكذا أثر ابن عباس ضعيف جدا، كما قال محقق كتاب الدعوات الكبير (2/265): فيه الحسن بن عمارة البجلي، وهو متروك. اهـ.
وهذه الأحاديث وإن كانت لا تصح، إلا أن المقصود هو إثبات أصل هذا العمل. ومثل هذا يبوب عليه المصنفون في علوم القرآن بباب: خواص القرآن. وانظر الفتوى: 98362.
وكذلك الحال في الدعاء بـ (يا معلم إبراهيم) إذا استصعب عليه فهم شيء، داخل في عموم الدعاء بما يعجبه ويليق بحاله، ومع ذلك فقد كان شيخ الإسلام يفعله اقتداء بمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- كما حكى عنه ابن القيم في إعلام الموقعين.
فقال: كان إذا أشكلت عليه المسائل يقول: "يا معلم إبراهيم علمني" ويكثر الاستعانة بذلك؛ اقتداء بمعاذ بن جبل -رضي الله عنه- حيث قال لمالك بن يخامر السكسكي عند موته -وقد رآه يبكي- فقال: والله ما أبكي على دنيا كنت أصيبها منك، ولكن أبكي على العلم والإيمان اللذين كنت أتعلمهما منك. فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "إن العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما، اطلب العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء، وعند عبد الله بن مسعود، وأبي موسى الأشعري، وذكر الرابع، فإن عجز عنه هؤلاء فسائر أهل الأرض عنه أعجز، فعليك بمعلم إبراهيم صلوات الله عليه. اهـ.
هذا .. ولم يكن شيخ الإسلام يقتصر على هذا الدعاء، بل هو نوع واحد من أنواع الذكر والدعاء التي يستفتح بها المغلق، ويتيسر بها العسير في الفهم.
قال ابن القيم في إعلام الموقعين: شهدت شيخ الإسلام -قدس الله روحه- إذا أعيته المسائل واستصعبت عليه، فر منها إلى التوبة والاستغفار، والاستغاثة بالله واللجأ إليه، واستنزال الصواب من عنده، والاستفتاح من خزائن رحمته، فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدا، وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ. اهـ.
ويتأكد هذا بأن شيخ الإسلام لما كان في محل إرشاد غيره، أمر بالثابت في السنة.
حيث قال في الفتوى الحموية الكبرى: من اشتبه عليه ذلك أو غيره، فليدع بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يصلي يقول: اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك؛ إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. وفي رواية لأبي داود: "كان يكبر في صلاته ثم يقول ذلك". فإذا افتقر العبد إلى الله ودعاه، وأدمن النظر في كلام الله، وكلام رسوله وكلام الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين: انفتح له طريق الهدى. اهـ.
ويبقى المثال الأول، فهو الذي يشكل على ما سبق تقريره.
حيث قال ابن القيم في مدارج السالكين: ومن تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة، أن من أدمن: "يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت" أورثه ذلك حياة القلب والعقل. وكان شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- شديد اللهج بها جدا، وقال لي يوما: لهذين الاسمين -وهما الحي القيوم- تأثير عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم، وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرة كل يوم، بين سنة الفجر وصلاة الفجر: يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث حصلت له حياة القلب، ولم يمت قلبه. اهـ.
فالتقييد بالأربعين مرة، وتخصيص الوقت بما بين الأذان والإقامة، وتعليق هذا الفضل بخصوصه (حياة القلب) بالمواظبة على ذلك: كل هذا يفتقر إلى دليل خاص! ولا يكفي فيه الأدلة العامة على مشروعية هذا الدعاء وحسنه إجمالا. ولم نجد في ذلك ما يصلح كدليل خاص.
فالذي في السنة هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كربه أمر يقول: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث. رواه الترمذي والحاكم وصححه، وحسنه الألباني.
وأنه صلى الله عليه وسلم قال لابنته فاطمة: ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين. رواه النسائي والبزار والضياء والحاكم، وصححه هو والمنذري، وحسنه الضياء والألباني.
وأما الهيئة المخصوصة الواردة في كلام شيخ الإسلام، فلم نجد لها أصلا في السنة. ولكن لعله اعتمد على ما سماه ابن القيم (تجريبات السالكين) حيث ذكر ما ذكر عن شيخ الإسلام بعد أن قال: ومن تجريبات السالكين التي جربوها فألفوها صحيحة، أن من أدمن: "يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت" أورثه ذلك حياة القلب والعقل.
وقد تقدم عن شيخ الإسلام متابعته ليونس بن عبيد على قراءة آية: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون} على الدابة الصعبة، وقوله – رحمه الله - : "قد فعلنا ذلك فكان كذلك بإذن الله تعالى". وهذا يعتبر مثالا لاتباع تجريبات الصالحين.
وكذلك قد ورد مثل هذا عن بعض الصالحين من الحنابلة السابقين، وهو أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الزاهد العابد المتوفى سنة 607 هـ.
فقد ذكر ابن مفلح في ترجمته من (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد) أنه: كان يقول بين سنة الفجر والفرض أربعين مرة: (يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت). اهـ.
وكذا ذكره ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة، والذهبي في تاريخ الإسلام.
وأقدم من هذا ما نقله ابن الملقن في (طبقات الأولياء) في ترجمة أبي بكر محمد بن علي بن جعفر الكتاني البغدادي ثم المكي، المتوفى سنة 322 هـ. حيث ذكر عنه أنه قال: رأيت النبي صلي الله عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله! ادع الله ألا يميت قلبي. قال: قل كل يوم أربعين مرة: "يا حي! يا قيوم! لا إله إلا أنت" فإنه لا يموت قلبك، ويكون قلبك حيا. اهـ.
وهذا ذكره القشيري في رسالته.
وقال الدمياطي في إعانة الطالبين: فائدة لتثبيت الإيمان، مجربة عن كثير من العارفين، بإعلام النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره بذلك في المنام بين سنة الصبح والفريضة: (يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت)، أربعين مرة. وعن الترمذي الحكيم قال: رأيت الله في المنام مرارا فقلت له: يا رب؛ إني أخاف زوال الإيمان. فأمرني بهذا الدعاء بين سنة الصبح والفريضة إحدى وأربعين مرة. اهـ.
وقال السخاوي في المقاصد الحسنة، والعجلوني في كشف الخفاء: ومما قال بعض السادات: إنه ينفع في ذلك قول: (يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت) أربعين مرة. اهـ.
وعزاه الدميري في حياة الحيوان الكبرى للإمام أحمد، فأغرب!! حيث قال: قال الإمام أحمد -رضي الله تعالى عنه-: من قال كل يوم بين صلاة الفجر والصبح، أربعين مرة يا حي يا قيوم، يا بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا الله لا إله إلا أنت، أسألك أن تحيي قلبي بنور معرفتك، يا أرحم الراحمين. أحيا الله قلبه يوم تموت القلوب. اهـ.
ومثل هذا يمكن الاستئناس به في العمل بذلك أحيانا، بحيث لا يتخذ سنة معتادة تضاهي المسنون.
وهذا المعنى أشار الشاطبي إلى استقامته، طالما لم يواظب عليه صاحبه كأنه سنة ثابتة، أو أمر لازم، كما يفهم من عبارته: وإذا لم يوجد على اللزوم استقام.
حيث قال في كتاب الاعتصام في معرض إبطال الاحتجاج بالمنامات: أضعف هؤلاء احتجاجا قوم استندوا في أخذ الأعمال إلى المنامات، وأقبلوا وأعرضوا بسببها ... وهو خطأ؛ لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعا على حال؛ إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحكام الشرعية، فإن سوغتها عمل بمقتضاها، وإلا وجب تركها والإعراض عنها، وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة، وأما استفادة الأحكام؛ فلا. كما يحكى عن الكتاني رحمه الله؛ قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: ادع الله أن لا يميت قلبي، فقال: قل كل يوم أربعين مرة: يا حي! يا قيوم! لا إله إلا أنت". فهذا كلام حسن لا إشكال في صحته، وكون الذكر يحيي القلب صحيح شرعا، وفائدة الرؤيا التنبيه على الخير، وهو من ناحية البشارة، وإنما يبقى الكلام في التحديد بالأربعين، وإذا لم يوجد على اللزوم استقام ... . اهـ.
والله أعلم.