السؤال
هل كان كتاب الأناجيل الأربعة من الحواريين الذين ناصروا سيدنا عيسى عليه السلام؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأناجيل الأربعة المشهورة لدى النصارى، اثنان فقط من كتابها من تلامذة المسيح المباشرين، وهما: متى، ويوحنا. وأما الآخران – وهما مرقس ولوقا – فليسا من تلامذته المباشرين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح: التوراة والإنجيل الموجودة اليوم بيد أهل الكتاب لم تتواتر عن موسى وعيسى - عليهما السلام - أما التوراة، فإن نقلها انقطع لما خرب بيت المقدس ... وأما الإنجيل الذي بأيديهم فهم معترفون بأنه لم يكتبه المسيح - عليه السلام - ولا أملاه على من كتبه، وإنما أملوه بعد رفع المسيح متى ويوحنا - وكانا قد صحبا المسيح - ولم يحفظه خلق كثير يبلغون عدد التواتر. ومرقس ولوقا وهما لم يريا المسيح - عليه السلام - وقد ذكر هؤلاء أنهم ذكروا بعض ما قاله المسيح وبعض أخباره، وأنهم لم يستوعبوا ذكر أقواله وأفعاله. اهـ.
وقال في موضع آخر:أما الأناجيل التي بأيدي النصارى فهي أربعة أناجيل: إنجيل متى ويوحنا ولوقا ومرقس. وهم متفقون على أن لوقا ومرقس لم يريا المسيح، وإنما رآه متى ويوحنا، وأن هذه المقالات الأربعة التي يسمونها الإنجيل، وقد يسمون كل واحد منهم إنجيلا، إنما كتبها هؤلاء بعد أن رفع المسيح، فلم يذكروا فيها أنها كلام الله، ولا أن المسيح، بلغها عن الله، بل نقلوا فيها أشياء من كلام المسيح، وأشياء من أفعاله ومعجزاته. اهـ.
وقال ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل: لسنا نحتاج إلى تكلف برهان في أن الأناجيل وسائر كتب النصارى ليست من عند الله -عز وجل- ولا من عند المسيح عليه السلام ... لأن النصارى قد كفونا هذه المؤونة كلها؛ لأنهم لا يدعون أن الأناجيل منزلة من عند الله على المسيح، ولا أن المسيح أتاهم بها، بل كلهم أولهم عن آخرهم .. لا يختلفون في أنها أربعة تواريخ لفها أربعة رجال معروفون في أزمان مختلفة. فأولها تاريخ لفه متى اللاواني تلميذ المسيح بعد تسع سنين من رفع المسيح عليه السلام .. والآخر تاريخ لفه مارقش (مرقس) الهاروني تلميذ شمعون .. بعد اثنين وعشرين عاما من رفع المسيح ... والثالث تاريخ ألفه لوقا الطبيب الأنطاكي تلميذ شمعون ... والرابع تاريخ ألفه يوحنا ابن سيذاي تلميذ المسيح بعد رفع المسيح ببضع وستين سنة ... اهـ.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين: 38508، 264871.
والله أعلم.