السؤال
ما حكم أب يمنع أولاده (12 سنة، 7سنوات) من الذهاب للصلاة في المسجد، تأديبا لهم بحجة أنهم لا يسمعون كلامه (كعدم مشيهم معه في طريق الذهاب، أو يخرجون قبله من المسجد، أو أسباب مشابهة). واستمر الأمر لفترة، حتى أصبحوا لا يهتمون لمنعهم من ذلك، بعد أن كان في ذهابهم للمسجد متعة كبيرة؟
ما حكم منع الأولاد من الصلاة في المسجد بقصد التأديب؟
وجزاكم الله خيرا، ونفع بكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من الحكمة في شيء منع الأولاد من الصلاة في المسجد بحجة تأديبهم، والتأديب إنما يراد منه إصلاح الولد وحمله على الطاعة ومحاسن الأخلاق، وزجره عن سيئها، وليس من إصلاحه في شيء منعه من الصلاة في المسجد.
جاء في الموسوعة الفقهية: إن منشأ الولاية على تربية الصغار وتأديبهم ذكورا كانوا أو إناثا، مسؤولية الأبوين عن القيام بأمرهم ورعاية حالهم في شؤونهم الدنيوية والأخروية ...
قال النووي: إن على الأب تأديب ولده وتعليمه ما يحتاج إليه من وظائف الدين.... ومن المعلوم بالنظر والاعتبار أنه ما أفسد الأبناء مثل إهمال الآباء في تأديبهم وتعليمهم ما يصلح دنياهم وآخرتهم، وتفريطهم في حملهم على طاعة الله، وزجرهم عن معصيته. اهــ.
ولا شك أن منع الأولاد من الصلاة في المسجد وما ترتب عليه من عدم اهتمامهم بها، لا شك أن هذا إفساد، وليس تأديبا.
فعلى الوالد أن يتقي الله تعالى، ويتدارك ما بدر منه من الخطأ، وأن يعود أولاده الصلاة في المسجد ما داموا في تلك السن قبل أن يعسر عليه الأمر بعد ذلك.
والله أعلم.