حديث الشفاعة وإخراج الموحدين من النار

0 48

السؤال

لو سمحتم هل الحديث المذكور صحيح
وبعد أن يدخل أهل النار النار، وأهل الجنة الجنة ينادي مناد قائلا أرضيت يا محمد؟ فيقول: والله يا ربي لا أرضي وواحد من أمتي في النار،
فيقول الله للملائكة: أخرجوا من النار كل من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، فتفتح جهنم أبوابها، وتخرج طائفة من المسلمين، وتذهب إلى الجنة، ثم يقول له أرضيت يا محمد؟ فيقول: والله يا ربي لا أرضى وواحد من أمتي في النار، فيقول الله للملائكة: أخرجوا من النار من دمعت عيناه دمعة بحجم رأس البعوضة خشية مني مرة، ثم يقول له أرضيت يا محمد؟ فيقول: والله يا ربي لا أرضى، وواحد من أمتي في النار، فيغار الله على كلمة التوحيد في قلوب المسلمين، فيقول للملائكة: أخرجوا من النار كل من قال لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فتفتح جهنم أبوابها، ويخرج كل من نطق شهادة الإسلام، فيحيط بهم بريق كاللؤلؤ، ويعطروا بالمسك فيراهم أهل الجنة، ويظنون أنهم كانوا أعلى منهم، وأعظم منهم عملا من جمالهم والنور الذي يلحقهم بهم أثناء ذهابهم إلى الجنه ثم تغلق جهنم غلقا أبديا

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإن هذا السياق بطوله لم نقف عليه في شيء من دواوين السنة. وقد رأيناه مبثوثا في وسائل التواصل.

وأصل إخراج الموحدين من النار ثابت في أحاديث صحاح كالشمس، منها: ما أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين، قال البخاري: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا معبد بن هلال العنزي قال اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني إليه يسأله لنا عن حديث الشفاعة فإذا هو في قصره فوافقناه يصلي الضحى فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعد على فراشه فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيء أول من حديث الشفاعة، فقال: يا أبا حمزة؛ هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاءوك يسألونك عن حديث الشفاعة؟ فقال: حدثنا محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم [ص:147] في بعض، فيأتون آدم، فيقولون: اشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بإبراهيم فإنه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بموسى فإنه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها، ولكن عليكم بعيسى فإنه روح الله، وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيأتوني، فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد، وأخر له ساجدا، فيقول: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل، ثم أعود، فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب، أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة - أو خردلة - من إيمان فأخرجه، فأنطلق، فأفعل، ثم أعود فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقول: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة خردل من إيمان، فأخرجه من النار، فأنطلق فأفعل " فلما خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثناه بما حدثنا أنس بن مالك، فأتيناه فسلمنا عليه، فأذن لنا فقلنا له: يا أبا سعيد، جئناك من عند أخيك أنس بن مالك، فلم نر مثل ما حدثنا في الشفاعة، فقال: هيه فحدثناه بالحديث، فانتهى إلى هذا الموضع، فقال: هيه، فقلنا لم يزد لنا على هذا، فقال: لقد حدثني وهو جميع منذ عشرين سنة فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا، قلنا: يا أبا سعيد فحدثنا فضحك، وقال: خلق الإنسان عجولا ما ذكرته إلا وأنا أريد أن أحدثكم حدثني كما حدثكم به، قال: " ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد، ثم أخر له ساجدا، فيقال: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا الله، فيقول: وعزتي وجلالي، وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة