الثناء لا يبطل العمل الخالص لله

0 272

السؤال

أنا في حيرة من أمري، فعندما اجتمع مع جماعة نتحدث في أمور الدين ألقى إعجابا بينهم وهذا ما يسبب لي فرحا وأحيانا أحدث نفسي وأقول لقد أعجبت الناس، ثم أعود وأقول لا أنويها لله فقط، فأي النيتين تؤخذ بعين الاعتبار؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فاعلم -وفقنا الله وإياك لطاعته وإخلاص العمل له- أن كل عمل ابتغي به غير الله أو أشرك فيه غير الله، فإنما هو طاقة أهدرت وسراب مضمحل، قال الله تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة [البينة:5]. وأخرج الإمام مسلم وابن ماجه وأحمد من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه. فهذه أدلة صريحة على أن العمل لا يصح أن تكون فيه نسبة أو التفاته إلى غير الله تعالى، وأما إذا كان العمل خالصا لله تعالى، لم يدخله رياء ولا سمعة فحمده الناس عليه دون أن يقع منه تعرض لذلك، فهذا لا يضره، بل هو بشرى له كما في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم وابن ماجه وأحمد عن أبي ذر قال: قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه، قال: تلك عاجل بشرى المؤمن. قال النووي: وهي دليل على رضاء الله تعالى عنه ومحبته له فيحببه إلى الخلق... وفرح المرء بما يصدر عنه من الطاعات لا يضر، بل هو دليل على إيمانه، روى أبو أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا ساءتك سيئتك وسرتك حسنتك فأنت مؤمن. أخرجه الإمام أحمد. والخلاصة أن إشراك غير الله في العمل مبطل له ومحبط للأجر، سواء كانت نية الإشراك حصلت في البداية أو أثناء العمل، وأن ما يجده المرء من السرور بما يصدر عنه من الطاعات، وما يجده مع ذلك من ثناء الناس فإنه لا يضر العمل إذا ظل صاحبه مخلصا، بل إن ذلك دليل على إيمانه وحب الله له كما مر. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة