السؤال
هل صحيح أن الصحابي أبا أيوب الأنصاري، خرج من المدينة وذهب إلى القسطنطينية، بعد ما سمع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: فلنعم الأمير أميرها؟
وهل هذا الحديث ضعيف كما سمعت، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
هل صحيح أن الصحابي أبا أيوب الأنصاري، خرج من المدينة وذهب إلى القسطنطينية، بعد ما سمع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: فلنعم الأمير أميرها؟
وهل هذا الحديث ضعيف كما سمعت، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحديث: فلنعم الأمير أميرها، هو حديث عبد الله بن بشر الخثعمي، عن أبيه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش، قال: فدعاني مسلمة بن عبد الملك، فسألني، فحدثته، فغزا القسطنطينية. اهـ.
وهذا الحديث مختلف في صحته، فصححه بعضهم كالحاكم والذهبي، وضعفه آخرون.
ولم نقف على كلام لأهل العلم في بيان أن الصحابي أبا أيوب الأنصاري، خرج لإدراك هذه الفضيلة على وجه الخصوص، أو أنه خرج لما سمع هذا الحديث، ولا يبعد ذلك، وهو كغيره من الصحابة خرجوا يقاتلون لإعلاء كلمة الله تعالى.
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر، مغفور لهم. رواه البخاري وغيره.
ومدينة قيصر هي القسطنطينية، وقد شارك الصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- في أول جيش غزاها، ومات تحت أسوارها، ودفن هناك -رضي الله عنه وأرضاه-
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه. اهــ.
وقال الحافظ في الفتح: وكانت غزوة يزيد المذكورة في سنة اثنتين وخمسين من الهجرة، وفي تلك الغزاة مات أبو أيوب الأنصاري. فأوصى أن يدفن عند باب القسطنطينية، وأن يعفى قبره، ففعل به ذلك. اهــ.
والله أعلم.