الموازنة بين تعلم طب الأسنان والطب البشري

0 18

السؤال

قرأت من زمن فتوى عندكم تقول إن خير الناس أنفعهم للناس، وأن العمل المتعدي خير من اللازم، وأن العلوم الشرعية أفضل من العلوم الدنيوية كالطب وغيره. أنا للأسف الشديد لا أفقهها كثيرا، ولم أدرسها، ولا سبيل لدي لأن أكون شيخا وعالما في الشرع، فأحوز على فضل معرفة أشرف العلوم ( العلوم الشرعية)، وفضل نشرها، فأكون نافعا للناس، فأحوز على فضل العمل المتعدي النافع للناس. فقررت أن أكون طبيبا كي أحوز فضل تعلم أنبل العلوم الدنيوية خاصة، وثاني أفضل العلوم عامة، وفي نفس الوقت أكون نافعا الناس، وأن يكون عملي متعديا لا لازما. ولقد رزقني الله بمجموع جيد جدا في الثانوية العامة منذ عدة أشهر، ولكني لم أوفق لدخول كلية الطب البشري، فدخلت طب الأسنان. علمت بعد فترة أن لي درجات لم تحسب، وعندما حصلت عليها، كان مجموعي يؤهلني لدخول الطب البشري.
فسؤالي هو: هل أنتقل لكلية الطب البشري؟ أم أبقى كما أنا في طب الأسنان؟ أنا في حيرة لأن طب الأسنان أسهل في الدراسة، وغير متطلب لجهد نفسي من توتر وقلق، وكذلك في أثناء ممارسته، مما قد يجعل حياتي أكثر راحة لي، ويوفر لي وقتا أكبر أمضيه مع عائلتي مثلا، ولكنه للأسف أقل نفعا للمسلمين، وللناس عموما. أما الطب البشري ففضله في الإسلام أعلى من الأسنان بكثير، وهو أهم للناس، لكنه عكس الأسنان من حيث الصعوبة، وأنه قد يمضي الإنسان أغلب حياته يدرس، ويعمل تحت ضغط كبير بدني ونفسي، وأخاف من أن يصيبني الإحباط، أو الإرهاق، أو فقد العزيمة والقدرة أثناء مشوار التعليم، أو حتى أثناء الممارسة، فلا أستطيع ساعتها المواصلة.
أرجوكم ساعدوني وزودوني بكيفية صلاة الاستخارة أيضا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فعليك أن توازن بين الأمرين موازنة دقيقة، فإن كانت كليتك توفر لك وقتا يمكنك صرفه في تعلم العلوم الشرعية، والقيام بواجباتك الدينية، والاجتهاد في أنواع العبادات المختلفة؛ كصلة الرحم، وعيادة المرضى، ونحو ذلك. فاستمر في تلك الكلية.

وأما إن كنت لن توفر وقتا تنفقه فيما هو أنفع من الطب، فانتقالك لكلية الطب البشري أفضل لكونه أنفع للناس.

ودراستك الطب البشري مع النية الصالحة، ونفعك فيما بعد للمسلمين مما تؤجر عليه، وما تتخوفه من صعوبات تلحقك في الدراسة والعمل، فإن الله سيهونها عليك ببركة نيتك الصالحة.

وأما صلاة الاستخارة؛ فكيفيتها مبينة في الفتوى: 103976.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة