نادمة وتخشى الزواج خوفا من ماضي علاقاتها مع الشباب

0 28

السؤال

حقيقة أنا أخشى الزواج بسبب ماضي المخزي، فلقد كانت لدي أكثر من علاقة مع الشباب، ولم تقتصر على الحديث فقط. استمررت هكذا لسنوات. بعدها تاب الله علي بفضله وكرمه. ندمت على كل ما فعلته، ولا أستطيع نسيان شيء، كل ما أتذكر أموت خوفا وبكاء، أعيش رهينة ذنوبي، لا أستطيع نسيان شيء. إن حاولت المقاومة والنسيان أعاود التذكر، أنا حاليا ملتزمة بالصلوات على أوقاتها، وبالدعاء، وقراءة القرآن؛ لعل الله يغفر لي برحمته، ويكفر عني ما مضى.
لكني أخاف من الزواج؛ لأنني قرأت بعض قصص الفتيات اللاتي كان لهن ماض، وتبن، وتزوجن، وفضحن في بيوت أزواجهن بعد سنين، فالدنيا صغيرة، والناس لا تنسى، ولا ترحم.
أخشى من ذلك، فإن علم زوجي في يوم من الأيام سيصدم بي، وينكسر كل شيء، وأفضح، فأنا منغلقة على نفسي؛ خوفا من فضيحتي أمام عائلتي أيضا.
وأفكر أن أعترف للشخص الذي سيتقدم لي بكل شيء، وأقول له كان لي علاقات تاب الله علي منها؛ كي لا أبدأ حياتي بكذب، وأكون مطمئنة
أم لا أتزوج نهائيا؛ خوفا من العواقب عاجلا أم آجلا؟
أعيش بخوف ورعب دائم. أرجو أن لا يكون قلة ثقة بالله -والعياذ بالله- بأني يجب أن أحسن الظن بالله، لكني لا أستطيع إلا الخوف، وترقب الموت في أي لحظة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فما دمت تائبة إلى الله، فأبشري خيرا بقبول توبتك، وأقبلي على ربك، واجتهدي في طاعته، ولا تلتفتي للوساوس والأوهام. فالتوبة تمحو أثر الذنب.  قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.  رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
ولا تخافي من الزواج، ولا تعرضي عنه، وإذا تقدم لخطبتك رجل صالح، فاقبلي به ولا تترددي، واحذري من إخباره أو إخبار غيره بما وقعت فيه من الحرام، حتى ولو سألك فلا تخبريه؛ فالستر على النفس واجب، قال ابن عبد البر (رحمه الله) في التمهيد: الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة، وواجب ذلك عليه أيضا في غيره. انتهى وراجعي الفتويين: 244426، 342739.

ولا تخافي من الفضيحة، أو العقوبة على الذنوب ما دمت تائبة، فالتائب لا يعاقب على ذنبه في الدنيا، ولا في الآخرة.

قال ابن تيمية –رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة لا شرعا ولا قدرا. انتهى.

فأبشري خيرا، وأقبلي على ربك، وأحسني ظنك به، واجتهدي في تقوية صلتك بالله، وأكثري من دعاء الله تعالى؛ فإنه قريب مجيب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة