السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أمي كانت من البدو ترعى الغنم ولم تكن تعرف أن الصيام واجب عليها ولم يكن ينصحها أحد ويأمرها بالصيام، ولم يكن هناك أحد يوقظها للسحور، فكانت تصوم جزءا من اليوم ثم يدركها التعب والعطش فتفطر، وظلت على هذا الحال سنين طويلة، فما الذي يلزمها الآن؟
جزاكم الله كل خير على جهودكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه يجب على المسلم تعلم ما يهمه من الأحكام الشرعية، ويجب على ولي أمره من والد وزوج أن يعلمه عملا بقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا [التحريم: 6].
فقد ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية: أن عليا رضي الله عنه قال: في معناها: أدبوهم وعلموهم، وذكر كذلك عن الضحاك ومقاتل أنهما قالا: حق على المسلم أن يعلم أهله من قرابته وإمائه وعبيده ما فرض الله عليهم وما نهاهم الله عنه.
ويتعين على أهل القرى والبوادي أن يحرصوا على وجود من يعلمهم وينصحهم، فقد نص الفقهاء على منع السكن ببلد لا يوجد فيه عالم يفتي في الأحكام.
ومن أهم ما يعين على ذلك أن يبعثوا أبناءهم ليدرسوا العلم الشرعي ويرجعوا إليهم فقهاء مبشرين ومنذرين، قال الله تعالى: فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون [التوبة: 122].
وتنبغي الاستفادة كذلك من الأشرطة والبرامج الإذاعية والكتيبات التي تهتم بأساسيات الدين ومهمات الأحكام.
وأما حكم هذه الوالدة بالخصوص، فإن كان إفطارها بسبب المشقة الفادحة، فقد سبق جواز ذلك في الفتوى رقم:32235، ويجب عليها قضاء ما أفطرته، وإن كانت أفطرت لمجرد تعب وعطش عادي، فإنها تأثم بسبب الإفطار لغير عذر معتبر، ويلزمها القضاء والتوبة النصوح.
وإن أخرت القضاء حتى جاء رمضان آخر بعد علمها بوجوب القضاء، ولم يكن لها عذر في التأخر بسبب حمل أو مرض، فإنه تلزمها مع القضاء كفارة عن كل يوم بإطعام مسكين.
وليرجع للزيادة في الموضوع إلى الفتاوى التالية أرقامها: 10865، 14952، 19067، 26899، 16193، 14502، 35393، 19084، 19829.
والله أعلم.