الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترهيب من ترك صوم رمضان بلا عذر

السؤال

اكتشفت أن زوجي يفطر في نهار رمضان، مع العلم أنه يكون نوى الصيام، وشرب الماء، لكن اكتشفت أنه يفطر من رائحة ملابسه من دخان السجائر، ونقص في عدد السجائر، وشم رائحة السجائر في الحمام، وإلى الآن اكتشفت أنه أفطر خمسة أيام، ولما أعاتبه يقول لي إنه مريض، أو دائخ. مع العلم أنه يرجع من دوامه وينام، وعلى الرغم من علمي أنه مفطر كنت أوقظه وقت أذان المغرب ليفطر معي لأني عروس من ستة أشهر وحامل.
ما الحكم لو أذن المغرب ولم أوقظه كشيء من العقاب لأنه مفطر، ولا ينتظر أذان المغرب كالصائمين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن الفطر في نهار رمضان من غير عذر شرعي ذنب عظيم، وكبيرة من الكبائر، فإن تعمد الفطر انتهاك لحرمة هذا الوقت العظيم، ومخالفة لأمر الله تعالى في قوله: ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ {البقرة:187}، قال الذهبي في الكبائر: وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض (أي بلا عذر يبيح ذلك) أنه شر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال. اهـ.

وقد بيّنّا في الفتوى رقم: 26692. الأعذار المبيحة للفطر؛ وليس منها الحاجة إلى شرب الدخان، بل الدخان محرم لا يجوز مطلقا لا في الصوم ولا في الفطر.

فالواجب عليكِ نصحه، وتذكيره بالله تعالى، وأليم عقابه، وأما عدم إيقاظه وقت أذان المغرب عقابا له على الفطر، فأيقظيه ولو كان مفطرا لأجل أن يصلي، فإن كان تاركا للصلاة أيضا، فإنه لا خير لك في البقاء مع زوج لا يصوم ولا يصلي. وانظري الفتوى رقم: 126434، والفتوى رقم: 330946.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني