طاعة الزوج في الاغتسال بأغراض شخص متوفى للحمل

0 17

السؤال

أنا متزوجة منذ خمسة أشهر فقط، ولم يحدث حمل حتى الآن، وأعلم أنه رزقي، وأنه لم يمض من الوقت غير القليل، ومشكلتي أن حماتي متسلطة، وتعتقد في أشياء غريبة أنها تساعد على الحمل، فهي ترى أن السبب في عدم الحمل هو خروجنا أنا وزوجي من البيت أول الزواج، وحدوث ما يسمى بـ(الكبسة)، وتطلب مني فعل أشياء لست راضية عنها أبدا، فهي تريد مني أن أغتسل بأغراض شخص متوفى، وأقنعت زوجي بهذا جدا، وأنا الآن في مشكلة كبيرة مع زوجي بسبب هذا، ويحلف علي أن أفعل هذا الأمر، وقد تحدثت معه في أنني لست مقتنعة، وأن علينا أن نترك الأمر لله، فلم يقتنع، وهو مصر على موقفه، فهل أطيعه؟ وهل هذا الأمر من الشرع، وله دلالة؟ وماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله تعالى أن ييسر لك الحمل، ويرزقك ذرية صالحة تقر بها عينك.

ونوصيك بكثرة الدعاء، والتضرع لرب الأرض والسماء، فما خاب من توجه إليه بقلب ملؤه الرجاء، قال تعالى: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون {البقرة:186}.

وقد حث الشرع على التداوي، روى ابن ماجه عن أسامة بن شريك -رضي الله عنه- أن الأعراب قالوا: يا رسول الله، هل علينا جناح أن نتداوى؟ قال: تداووا عباد الله؛ فإن الله سبحانه لم يضع داء، إلا وضع معه شفاء، إلا الهرم.

فينبغي اتخاذ الأسباب، ومراجعة أهل الاختصاص من الأطباء.

ومن يخشى أن يكون قد أصيب بشيء من العين، أو المس، ونحوهما؛ فليلجأ إلى الرقية الشرعية، فيرقي نفسه بنفسه، وهذا هو الأفضل ما أمكنه، وتجوز الاستعانة براق مستقيم عقيدة وعملا، وبعيد عن الدجل والشعوذة، وتراجع الفتوى: 4310، والفتوى: 17407.

 وما أشارت إليك به أم زوجك، أقرب إلى فعل السحرة والعرافين، فلا يحل فعله، ولا يجوز لك طاعة زوجك فيه؛ فإن الطاعة في المعروف، كما صح بذلك الخبر في الصحيحين عن علي -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف.

 ونوصيك بالحوار مع زوجك وأمه بالرفق، واللين، والاستعانة عليهم ببعض العلماء والفضلاء؛ لإقناعهم، وأكثري من الدعاء أن يهدي الله قلوبهم، ويسلك بهم سبيل الرشد، والصواب.

 والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة