السؤال
لدينا شجرة سدر، ويقول بعض الناس: إنها قُرئ عليها منذ زمن طويل، لكن هناك من يقول: إن من قرأ عليها كان مشعوذًا، دون أن يجزموا بذلك. فما حكم التداوي بها واستخدامها، مع يقيني بأن الشافي هو الله؟
لدينا شجرة سدر، ويقول بعض الناس: إنها قُرئ عليها منذ زمن طويل، لكن هناك من يقول: إن من قرأ عليها كان مشعوذًا، دون أن يجزموا بذلك. فما حكم التداوي بها واستخدامها، مع يقيني بأن الشافي هو الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التداوي بأوراق السدر في فك السحر، قد جاء عن جماعة من السلف. قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح: وذكر ابن بطال أن في كتب وهب بن منبه: أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر، فيدقه بين حجرين، ثم يضربه بالماء، ويقرأ فيه آية الكرسي والقواقل، (أي قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد والمعوذتين) ثم يحسو منه ثلاث حسوات، ثم يغتسل به؛ فإنه يذهب عنه كل ما به، وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله. اهـ.
وهذا عام في كل شجرة سدر، لا تختص به شجرة دون أخرى.
وأما بالنسبة لما ذكر عن هذه الشجرة بعينها، -لو ثبت- فلا يقتضي تمييزها عن غيرها، ولا التعلق بها، فإن كانت الميزة الحاصلة لها بسبب أنه قرئ عليها، فقد تساقطت أوراقها مع مرور الزمن إن كان الذي قرأ صحيح المعتقد، متمسكًا بالسنة، وأما إن كان من المشعوذين، فالأمر أشد من ذلك، فإن الرقى إنما تجوز إذا كانت بالكتاب والسنة، والمشعوذون أبعد الناس عن ذلك.
وعليه؛ فلا مزية لهذه الشجرة، ولا يشرع التداوي بها إلا على جهة أنها كغيرها من أشجار السدر، يتداوى بها من السحر على الطريقة المذكورة آنفًا، مع اعتقاد أن الشافي هو الله، سدًا للذريعة المفضية إلى الشرك والابتداع. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 132700.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني