السؤال
أنا شاب أعاني من نزول قطرة أو قطرات من البول -بغير إرادتي- بعد التبول والخروج من الحمام بقليل، وهذا يحدث لي بعد كل تبول، ثم تنقطع، رغم أنني أبذل وسعي في الاستبراء عن طريق الضغط، والنتر، والسلت، كما نصحني الأطباء، ورغم أنني حاولت معالجة ذلك عند الأطباء عدة مرات، لكن دون جدوى، وبعضهم أخبرني أن حالتي لا يمكن علاجها -كأنه عيب خلقي-، وأنا أستعمل المناديل الورقية في الاستنجاء بدلا من الماء؛ حتى لا ينتشر البول في ثوبي، وبدني.
جربت التحفظ وتطهير الموضع من الثوب والبدن في كل مرة، ولكن ذلك سبب لي حرجا كبيرا، فأصبحت آخذ بمذهب المالكية القائلين بالعفو عما ينزل بغير إرادة، ولو مرة في اليوم، وبعدم وجوب التحفظ بخرقة، أو نحوها، لكن الأمر الذي يؤرقني، وأجد فيه مشقة عظيمة، بل وبلغ بي الأمر بسببه إلى الوسواس، هو ما يترتب على ذلك العفو من انتشار البول، ويمكن أن ألخص ذلك فيما يلي:
قد يصيب رأس ذكري موضعا مبتلا من بدني أو ثوبي، فهل يحكم بانتقال النجاسة إلى ذلك الموضع، فيجب غسله مع ما في ذلك من مشقة عظيمة؟ وكذا إذا كان بدني مبللا من أثر الاغتسال أو العرق مثلا، ثم لبست الثوب الذي كنت ألبسه من قبل -والذي فيه شيء من أثر ذلك البول- فهل يحكم على بدني بالتنجس؟ وقد يعرق رأس ذكري، ثم يظهر أثر ذلك العرق على ثوبي من الخارج، أو على المكان الذي أجلس عليه، فهل هذا يضر؟
والمقصود: ما معنى العفو المذكور في مذهب المالكية؟ وهل ذلك يعني اعتبار البول كأنه شيء طاهر -وهنا لا إشكال عندي-، أم إنه نجس كما هو الأصل -وهنا تظهر إشكالية انتقال النجاسة كما قدمت، والتي لا يكاد المصاب يسلم منها-؟
وهذه المشكلة سببت لي حرجا عظيما، ووساوس لا يعلمها إلا الله، وأريد أن أعيش حياة طبيعية، فأرجو الإفادة مع التفصيل في الجواب. وجزاكم الله خيرا.