السؤال
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يا غلام إني أعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف.
لدي سؤال -بارك الله فيكم- هو: هل إذا تعرض الشخص للضرب ظلما. فهل هو من القضاء والقدر؟
وهل إذا اغتصبت المرأة -وهو أكره شيء على قلب الأنثى- هل ذلك من القضاء والقدر؟ وهذا ما كتبها الله عليها؟ ولماذا لا ينجيها الله من ذلك السوء، والله على كل شيء قدير؟
وهل إذا سجن أحدهم فذلك بإرادة الله، وذلك ما كتب الله عليه، وارتضى له. مع العلم أنه قد يسجن المرء ظلما، ويتعرض للتعذيب. فهل ذلك بمشيئة الله.
شكرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذه المضار والمظالم وغيرها من المصائب، إنما تقع بقضاء الله -عز وجل- وقدره؛ ابتلاء لعباده، وامتحانا لإيمانهم، فإن هم صبروا واحتسبوا عوضهم الله تعالى في دنياهم، أو أخراهم، أو فيهما معا، وكان ذلك رفعة في درجاتهم، وتكفيرا لسيئاتهم، وتمحيصا لأحوالهم.
وأما من جزع وتسخط، فليس بصادق في إيمانه، ويكون جزاؤه من جنس عمله، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه، وحسنه الألباني.
وقد قال سبحانه: أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب [البقرة: 214]، وقال -عز وجل-: ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم [آل عمران: 179].
قال السعدي في تفسيره: أي: ما كان في حكمة الله أن يترك المؤمنين على ما أنتم عليه من الاختلاط وعدم التمييز حتى يميز الخبيث من الطيب، والمؤمن من المنافق، والصادق من الكاذب. ولم يكن في حكمته أيضا أن يطلع عباده على الغيب الذي يعلمه من عباده، فاقتضت حكمته الباهرة أن يبتلي عباده، ويفتنهم بما به يتميز الخبيث من الطيب، من أنواع الابتلاء والامتحان .. اهـ.
وراجع للأهمية في بقية الجواب الفتاوى: 400585، 117417، 343843.
والله أعلم.