عمري 18 سنة، أحب فتاة، وأدعو الله عز وجل أن يجعلها تحبني، وأنا لا أحبها لفعل حرام أو فاحشة، وإنما أريد أن أجعلها تحبني من الآن؛ لكي أتزوج بها عندما أكبر.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فلم يتضمن ما أوردته سؤالا معينا.

ونود أن ننبهك في البدء إلى أن الحب قبل الزواج في حكمه تفصيل، سبق بيانه في الفتوى: 4220.

ومنها تعلم ما تترتب عليه الآثام من الحب، وما لا يترتب عليه شيء من ذلك.

فإن لم يحملك حبك لهذه الفتاة على الوقوع معها في شيء من المخالفات الشرعية؛ فأنت مأجور على ذلك -بإذن الله عز وجل-.

 وإن لم تكن هذه الفتاة متزوجة، أو مخطوبة، فلا حرج عليك في أن تدعو بأن يلقي الله عز وجل في قلبها حبك لتتزوج منها مستقبلا؛ لأن مجرد هذا الدعاء لا يتضمن محظورا، كإفساد امرأة على زوجها، أو مخطوبة على خاطبها، وانظر الفتوى: 192109.

وهذا مع التنبه إلى الحذر من الوقوع بسبب الحب فيما لا يرضاه الله سبحانه. 

 والزواج من أفضل ما ينبغي أن يصير إليه المتحابان، كما في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح.

فإن تيسر لك الزواج منها، فذاك، وإلا فقد يكون الخير لك في الزواج من غيرها، إن كنت قادرا على الزواج، فلتبحث -حينئذ- عن غيرها، قال تعالى: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون {البقرة:216}.

 والله أعلم.