السؤال
خطيبي يعمل بعيدا عن أهله، في مكان مختلط، وهو بحاجة ماسة إلى الاستقرار في أقرب وقت، حفظا لدينه، وطلبا لمعين يرعى حاله وشؤونه، علما أنه تأجل زفافنا بسبب الوباء، ونحن الآن في حيرة من أمرنا، بين تعجيل الزواج بإقامة حفل زفاف بسيط تطبيقا لقول رسول الله: أولم ولو بشاة. مع أنه لا يخلو من خطر العدوى، خاصة وأن المساجد في بلدنا لم تفتح بعد لنفس السبب، وبعض أهلنا يعيشون في مناطق نسبة الإصابة بها كبيرة، أم هل نؤجل الزفاف إلى حين زوال الخطر؟ مع العلم أن خطيبي يشكو بقاءه وحيدا، وخوفه على دينه.
شكرا لإجابتكم، ودمتم بخير، ونسأل الله -عز وجل- أن يرحم أمتنا، ويرفع عنا الوباء.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فينبغي المبادرة إلى الزواج ما أمكن؛ لأنه من أمور الخير، والله -عز وجل- قال: فاستبقوا الخيرات {البقرة:148}، ثم إن في الزواج مصالح عظيمة قد تحول بعض العوارض في هذه الحياة دون تحصيلها، ولمعرفة مصالح الزواج يمكن مطالعة الفتوى: 194929.
ومن أهم مصالح الزواج إعفاف النفس، وحفظها من الوقوع في الفواحش.
من أجل هذا كله؛ فنصيحتنا لكم إتمام الزواج في أضيق نطاق ممكن، كما يفعل الكثيرون الآن، وعدم انتظار زوال الوباء، والذي قد تطول فترة بقائه بين الناس .
وننبه إلى أنه لا يجوز العمل في مكان فيه اختلاط محرم لغير ضرورة؛ فإن ذلك من أعظم أسباب الفتنة، ولمزيد الفائدة نرجو مراجعة الفتوى: 232093.
والله أعلم.