السؤال
ذهبت مع والدي إلى أحد أقاربنا، فوجدت عندهم رجلين؛ أحدهما: كبير السن يرتدي ملابس عصرية، والآخر: شاب، ويظهر على طباعهما اللطافة والبشاشة، فقالت لي أمي: إنهما سيرقيانني، فجلست على الأريكة بجوار إخوتي، كما طلب منا، وقام الشيخ الكبير بكتابة كلمة: الله بالمسك على يدي الاثنتين، وعلى جبهتي، ثم طلب منا فرك الكلمة، وأن نجلس بوضعية مستقيمة، ونغلق أعيننا، ولا نفتح أعيننا أبدا إلى حين الانتهاء، وقام بقراءة أشياء علينا لم أسمع منها إلا المعوذتين، وبعدها قام برش الماء علينا، ووضع شيئا على عيني، ثم أعلن انتهاءه، ولفت انتباهنا أن صوت هواء الحمام بدأ يرتفع عند شروعه في الرقية، وبعدها طلبني بعيدا عن إخوتي، فأثنى علي، وقال لي: إنه يوجد من حولي ملائكة؛ نظرا لقراءتي لكتاب الله، وأوصاني بالمداومة على القرآن، والذكر، وقال أيضا: إن رزقي ينزل من السماء مضاعفا، وقال لي الرجل الشاب: إن هناك معلمة أنا قريبة منها، يجب علي أن أبعد نفسي عنها، كما أنهما قالا أيضا: إن أخي الصغير يكثر من الغناء، والبلاهات في بيت الخلاء، وختما كلامهما لي بأنهما يدركان أني لا أصدق هذه الأشياء، ولكنها حقيقة؛ حتى أن الحسد موجود في القرآن، والرسول قد حسد من قبل، وأن معلمتي المسبوق ذكرها قد قالت لي ذلك، وأنا لم أستطع الإجابة؛ نظرا لجهلي التام بأمور السحر، والحسد، وكيفية الرقية، فقد كنت أكتفي بقراءة الفاتحة، والمعوذتين، وأرى أن الله سيحميني من تلك الشرور، وأن الانشغال بها، والقراءة عنها ضياع للوقت والحياة، ولكن الواقع فرض نفسه بما لم يكن في الحسبان، وقاما بإعطائنا ماء نشرب منه، ويضعه والداي على بدنهما قبل النوم، وأنا أعلم أن هذا مشروع، فما حقيقة ما فعله هذان الرجلان؟