السؤال
أنا شاب مسلم أبلغ من العمر أربعة عشر عاما ونصفا، وأعيش في إسبانيا، وأنا الآن مريض جدا دون ملابس، ولا طعام، ولا أي شيء، ولا أحد في بيتنا يحبني -لا أبي، ولا أمي، ولا أخواتي-، والكل يذلني ويحتقرني؛ حتى هربت من البيت منذ ثلاثة أشهر، وأمي تطلب مني دائما أن أفعل أشياء لم يخلق الله الرجال لها -مثل تنظيف البيت، والغسيل، ومساعدتها في المطبخ-، رغم أن عندي أربع أخوات، لكنها تقول: لا بد أن تساعدهن، وإلا فأنت عاق لي، وأنا لا أريد ذلك.
وأبي دائما يكذب علي، ولا يتركني أخرج من البيت مطلقا إلا مرة نادرة معه، ويقول: هذا لكي تراجع دروسك، وفي أيام العطلة يقول لي: اجلس مع أمك، وساعدها، واذكر الله، فهذا أحسن لك من الخروج.
وأشتكي له دائما من ظلم أمي وأخواتي، فيقول لي: أنت المخطئ، ويعلم الله أني دائما المظلوم بينهن.
وقد قال لي: احفظ القرآن، وسأشتري لك دراجة، فحفظت القرآن، وعندما قلت له: اشتر لي الدراجة، قال: احفظ عمدة الأحكام، والجزرية، وتحفة الأطفال؛ فحفظتهن، عندها قال لي: لا أحب لك الدراجة، فهي خطيرة عليك، فهو يكذب فقط، والله لا يحب الكذابين، وهو يقول: إنه متدين من المسلمين.
قبل فترة جاءني أصدقائي في البيت، فقالت أمي أمامهم: يا فلان، قم نظف الصالة، وتعال إلى المطبخ؛ لكي تساعدني، فضحكوا علي، وقالوا لي: هل أنت فتاة؟ وعندما ذهبنا إلى المدرسة كان الكل في الصف يسخر مني، فهل خلق الرجال للتنظيف وأعمال البيت؟ وعندي أصدقاء ليسوا مسلمين، أمهاتهم يعاملنهم أحسن معاملة.
وذات مرة كنت مع زميل لي يدخن، وسلمت عليه لأودعه، وعندما رجعت إلى البيت كانت في ملابسي رائحة الدخان؛ فغضب أبي، فقلت له: أنا لا أدخن، بل هذا صديقي، فضربني وسجنني في البيت شهرا، لم أخرج فيه ولا مرة واحدة، وكان البرد شديدا، وأمي وقفت في صفه ضدي.
وسبب هروبي من البيت هو أنني كنت جالسا أنا وأخواتي نشاهد التلفاز، فقالت إحداهن: يا بنت، قومي اغسلي الصحون، فطلبت منها أن تحترم نفسها، وتسكت، فلم تسكت، وضحكت وضحكن؛ فغضبت، وضربتها على رأسها؛ فخرج منها دم كثير، فضربتني أمي، فهربت من البيت؛ لأني أعرف أن أبي سيقتلني لو رجع للبيت.
كرهت كل شيء -أمي، وأبي، وأخواتي-، وأنا الآن أعيش وحيدا في مكان بعيد، ولا أحد معي، والكل ضدي.
وسمعت أنهم يبحثون عني، ووضعوا صورتي واسمي عند الشرطة، وأنا متأكد أنهم يريدون ضربي وسجني في البيت، وإذلالي فقط لا شيء آخر، فلماذا أرجع لهم!؟ فأنا لا أريد الرجوع، وأريد أن أسكن بعيدا، ولا أسمع أصواتهم مرة ثانية، فهل هذا حرام؟ أليس لكل أحد الحرية في حياته؟