الترهيب من التجسس على كلام الناس وتسجيله

0 18

السؤال

حدث خلاف بين زوجين، وكان خلافا شديدا؛ فجاء واحد من أهل الزوجة ليصلح بينهما، وقال إنه موكل من الزوج للقيام بذلك.
أثناء المشاورات مع أهل الزوجة والرجل المصالح، تم الآتي: اتصل الزوج على هاتف الرجل ليعلم ماذا حدث؟ ففتح الرجل الخط ليسمعه أنه جالس معنا بسبب إلحاح الزوج في الاتصال، ونسي الرجل أن يغلق الخط، ولم يغلقه الزوج، وسمع ما حدث بين أهل الزوجة والرجل من كلام لا ينبغي أن يسمعه الزوج، ولم يتم سماعه من قبل الزوج فقط، بل أسمعه لوالدته وأخيه، وتم تسجيل هذه المكالمة.
السؤال: هل هذا حلال أم حرام؛ لأن الزوج متمسك بالمكالمة، ويرى أن رسالة من ربنا له بأن الزوجة وأهلها يتكلمون عنهم، ويفرض سوء النية بهم؟
شكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

   فإن كان الواقع ما ذكر فالظاهر -والله أعلم- أن ما قام به هذا الزوج نوع من التجسس المحرم، فقد كان الواجب عليه أن ينهي المكالمة من جهته، ولا يستمع لكلام هؤلاء الناس دون علمهم، فضلا عن تسجيله والاحتفاظ به، ولمزيد الفائدة، نرجو مراجعة الفتوى: 348565.

ومن الغريب اعتباره أن هذا الفعل المحرم رسالة من ربنا؛ ليطلعه على ما يقوله أهل الزوجة عنه.

   وإذا كان أهل الزوجة قد تكلموا عن الزوج وأهله حال غيبتهم بسوء، فهذا من الغيبة، والغيبة محرمة لا تجوز إلا في بعض الحالات لغرض صحيح، وسبق بيان ذلك في الفتوى: 150463.

وإن افتروا عليهم كذبا، فهذا نوع من البهتان. فيجب على الجميع أن يتوبوا إلى الله عز وجل توبة نصوحا، ولمعرفة شروط التوبة، نرجو مطالعة الفتوى: 29785.

ومنها نعلم أن ما كان فيه تعلق بحق المخلوق، يجب التحلل منه في ذلك، واستسماحه، وتراعى في ذلك المصلحة، وانظري الفتوى: 18180.

ويجب على الزوج إزالة هذا التسجيل الصوتي.

  وننصح بالاستمرار في الصلح. والصلح خير {النساء:128}، كما أخبر الله في كتابه.

والفراق بين الزوجين من أحب الأعمال إلى إبليس، فينبغي تفويت الفرصة عليه؛ لئلا يشتت شمل الأسرة، وينشر الأحقاد بين الأصهار.

ثبت في صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، قال ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه، ويقول: نعم، أنت.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة