السؤال
هل يجوز للمدرس أن يأمر الطالب بالبروك، أو الجثو على ركبتيه؛ للتعذيب، لا للتحية؟
جزاكم الله خيرا.
هل يجوز للمدرس أن يأمر الطالب بالبروك، أو الجثو على ركبتيه؛ للتعذيب، لا للتحية؟
جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس للمدرس أن يأمر الطالب بفعل ما فيه إهانة له كالجثو على ركبتيه، ولا بغير ذلك، فضلا أن يعذبه، بل لو كان الجثو على الركبتين يفعل على سبيل التحية، لم يكن للطالب أن يفعله، ولا للمدرس أن يأمر به.
وإن أمر المدرس الطالب بشيء فيه إهانة أو تعذيب له، لم يطعه، وليرفع أمره إلى الإدارة، أو وزارة التعليم حتى يكفوه عن ظلمه وتعديه.
وينبغي للمدرس معاملة الطلاب بالرفق واللين، واجتناب إيذائهم بالقول أو الفعل، فهم بشر كبقية البشر، لهم من الشعور والأحاسيس مثل ما لغيرهم. وحسن الخلق معهم أدعى لتلقيهم العلم عنه واستفادتهم منه، فيتعين عليه أن يكون حسن الخلق معهم، كما هو الحال في سائر الآداب التي ينبغي أن يتعامل بها كل مسلم، مع كل من يتعامل معه؛ لقوله تعالى: وقولوا للناس حسنا {البقرة: 83}. ولقوله: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر {آل عمران: 159}. وروى الإمام أحمد والحاكم -واللفظ له- عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل، صائم النهار.
وروى الإمام أحمد -أيضا- عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس شيء أثقل في الميزان من خلق حسن.
والله أعلم.