السؤال
أنا لدي صديقتي، وهي عربية، لديها جنسية كندية، فهي متبرجة، لا تلبس حجابا، ومسلمة، وتصلي، ولكن أمها أيضا لا تلبس حجابا، وأنا أتابعها على صفحتها بالانستقرام. فهل يجوز أن أعجب بصورتها؟ وكيف أنصحها؟
أنا لا أدري إن كان أحد نصحها قبلي أم لا، لكن لا أظن أنها ستقتنع؛ لأن مجتمع عائلتها ليسوا ملتزمين. وهل أأثم على متابعتها بوسائل التواصل؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمجرد إعجابك بصورة هذه الفتاة من حيث جمالها مثلا، لا من حيث تبرجها، أو متابعتك لها فيما هو مفيد من خلال وسائل التواصل؛ لا حرج فيه إن لم يترتب على ذلك ما يخالف الشرع، كالعشق الذي قد تصل إليه بعض حالات الإعجاب، ونحو ذلك من المفاسد المعلومة. وانظري لمزيد الفائدة الفتوى: 8424.
وعلى كل تقدير؛ فخير للفتاة المؤمنة أن تشغل نفسها ووقتها بما ينفعها في دينها ودنياها، فوقتها أغلى من أن تضيعه في متابعة الفتاة المذكورة وأمثالها، روى البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.
والنصح مطلوب شرعا، ففي صحيح مسلم عن تميم الداري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.
وهذا النصح سهل لمن اعتاد عليه، ووهبه الله الحلم والحكمة، ويمكن اتخاذ ما فيها من صفات طيبة مدخلا، ومن ذلك كونها تصلي، فيبين لها ثمرة الصلاة، وغيرها من العبادات، وهو تزكية النفوس، وحمل صاحبها على الخشية من الله، واجتناب ما يسخطه، قال تعالى: وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر {العنكبوت:45}. ولا ينبغي الالتفات إلى ما إن كانت قد نصحت أم لا، فإنها إذا لم تنتفع بنصح شخص، قد تقبل النصح من آخر.
فيستمر في نصحها ما رجي أن ينفعها النصح، فإن غلب على الظن أن لا يجدي نفعا، فتترك وحالها، قال الله تبارك وتعالى: فذكر إن نفعت الذكرى {الأعلى:9}.
قال السعدي في تفسيره: فذكر بشرع الله وآياته، إن نفعت الذكرى، أي: ما دامت الذكرى مقبولة، والموعظة مسموعة ـ سواء حصل من الذكرى جميع المقصود أو بعضه ـ ومفهوم الآية: أنه إن لم تنفع الذكرى ـ بأن كان التذكير يزيد في الشر، أو ينقص من الخير ـ لم تكن الذكرى مأمورا بها، بل منهيا عنها. اهـ.
والله أعلم.