السؤال
استعرت كتيبا من مكان عام، فيه رواية من روايات بني إسرائيل التي أعلم أنه لا يجب تصديقها، أو تكذيبها، فحرت ما الذي يجب أن أفعله؟
استعرت كتيبا من مكان عام، فيه رواية من روايات بني إسرائيل التي أعلم أنه لا يجب تصديقها، أو تكذيبها، فحرت ما الذي يجب أن أفعله؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ندري ما مضمون الكتاب الذي تسألين عن قراءته، حتى نجيب إجابة دقيقة، لكنا نقول على وجه العموم: إن قراءة الكتب التي تتضمن روايات عن بني إسرائيل؛ لا حرج فيها، إذا كانت لا يعلم كذبها، ولم تتضمن دعوة للباطل، أو تزيينا للفجور، ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل، ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا؛ فليتبوأ مقعده من النار.
قال المناوي في فتح القدير: أي: بلغوا عنهم قصصهم، ومواعظهم، ونحو ذلك، مما اتضح معناه؛ فإن في ذلك عبرة لأولي الأبصار. انتهى.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: قوله: وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، أي: لا ضيق عليكم في الحديث عنهم؛ لأنه كان تقدم منه -صلى الله عليه وسلم- الزجر عن الأخذ عنهم، والنظر في كتبهم، ثم حصل التوسع في ذلك، وكأن النهي وقع قبل استقرار الأحكام الإسلامية والقواعد الدينية؛ خشية الفتنة، ثم لما زال المحذور، وقع الإذن في ذلك؛ لما في سماع الأخبار التي كانت في زمانهم من الاعتبار. وقيل: معنى قوله: لا حرج؛ لا تضيق صدوركم بما تسمعونه عنهم من الأعاجيب، فإن ذلك وقع لهم كثيرا... وقال مالك: المراد جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسن، أما ما علم كذبه؛ فلا. وقيل: المعنى: حدثوا عنهم بمثل ما ورد في القرآن، والحديث الصحيح. انتهى.
وراجعي في موقف المسلم من الإسرائيليات الفتوى: 143441.
والله أعلم.