السؤال
تخرج بعض القطرات بغير إرادة المرء بعد قضاء الحاجة، علما أني أستبرئ جيدا، وأستنجي بالماء جيدا، ثم أمسح المكان بالورق الصحي؛ لكي أنشف المكان، لكني إذا تحركت، أو نزلت الدرج، أو عطست، أو مشيت، أو انحنيت، أو رفعت رجلي من أجل الوضوء؛ أحس بخروج شيء، وأجد حرجا نفسيا من إحصاء ذلك في كل مرة، بالإضافة إلى تعدد الآراء الفقهية حول هذا الموضوع، وحساسية الموضوع؛ لأنه متعلق بركن عظيم من أركان الصلاة، فالمرجو منكم إعطائي جوابا شافيا -جزاكم الله خيرا-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان شعورك بخروج هذا الخارج مجرد شك؛ فلا تلتفت إليه، ولا تعره اهتماما.
وإن كنت متيقنا من خروجها: فإن كان ذلك مستمرا بحيث يحصل معك دائما، ولا يتوقف زمنا يتسع لفعل الطهارة والصلاة؛ فحكمك أنك صاحب سلس، فتتوضأ للصلاة بعد دخول وقتها، وتتحفظ، وتصلي ما شئت من الفروض والنوافل؛ حتى يخرج ذلك الوقت، وانظر الفتوى: 119395.
وأما إن كان خروجها يستمر لبعض الوقت فقط بعد قضاء الحاجة -كما هو الحال عند كثيرين-؛ فعليك أن تتحفظ، وتنتظر ريثما ينقطع خروج هذه القطرات، ثم تتوضأ للصلاة بعد انقطاعها تماما.
وعند المالكية أنه يعفى عما أصاب البدن، أو الثوب من هذه القطرات، فلا يلزم تطهيره، ما دامت تخرج بغير اختيارك مرة أو أكثر في اليوم.
وأما نقضها للوضوء، فهي ناقضة له، ما لم تلازم أكثر الزمن، وتفصيل مذهبهم في الفتوى: 75637.
ومذهب الجمهور هو الأحوط، والأبرأ للذمة، ومذهب المالكية فيه سعة لمن يشق عليه الأخذ بمذهب الجمهور.
والله أعلم.