السؤال
أنا عندي حساب ينشر العلم الشرعي من الدعاة والعلماء الثقات، ولا يعلم أحد على وجه الأرض أنني صاحب ذلك الحساب، لا من قريب مثل أهلي وأصدقائي، ولا من بعيد. مع أنه مشهور، والمشاهدات تصل إلى عشرات الآلاف على الفيديو الواحد -بفضل الله-، إلا أنني لم أجد كثيرا من العلماء تكلموا عن فضل نشر العلم الشرعي على مواقع التواصل الاجتماعي.
أتمنى لو تذكرون لي فضل نشر العلم على مواقع التواصل الاجتماعي (وخاصة بيان صحة كثير من الأحاديث التي لا تصح، القدسية أو النبوية المنتشرة بين الناس)؛ لأنني كلما سمعت أو قرأت عن الأجر والثواب المترتب عليه تحمست، وزادت همتي في نشر الخير، والدعوة إليه، ونفع الناس به.
هل يزداد الأجر والثواب إذا بقيت على ما أنا عليه من إخفاء شخصيتي، وعدم إعلام أحد بأنني صاحب ذلك الحساب؟ مع العلم أني لا أجد فائدة ولا منفعة من إعلام الناس.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يزيدك حرصا على الخير، ورغبة فيه، وأنت على ثغر عظيم، فاستمر على ما أنت عليه، ولك جزيل الأجر -إن شاء الله-.
فما أحسن الدعوة إلى الله تعالى، وتبليغ الحق للخلق، وحسبك فضيلة أن يكون لك من الأجر مثل أجور من انتفع بالخير الذي تنشره، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا... الحديث، وروى أحمد وغيره وصححه محقق المسند أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الدال على الخير كفاعله.
ويرجى أن يكون لك نصيب من أجر من يعلم الناس الخير؛ لإسهامك في ذلك، ونشرك العلم النافع، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير. رواه الترمذي وغيره، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
والخير لك في أن تستمر مخفيا شخصيتك، ما لم توجد مصلحة راجحة في إظهارها، فإن الأصل أن إخفاء العمل خير من إبدائه إلا لمصلحة، كما بينا ذلك في الفتوى: 165657.
والله أعلم.