السؤال
هل قول: فلان جيد في هذا الميدان، لكن لم يصل إلى مستويات ذلك الميدان بعد. يعتبر غيبة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن لم تكن لهذا القول مصلحة راجحة كنصيحة شخص ما يريد التعامل مع هذا المتحدث عنه، فلا ينبغي إطلاق مثل هذا الكلام.
ويخشى أن يكون من الغيبة المحرمة؛ إذ الغيبة -كما عرفها النبي صلى الله عليه وسلم- هي: ذكرك أخاك بما يكره. وهذا مما يكرهه الشخص المتحدث عنه.
فما لم تكن له مصلحة؛ فليجتنب، وقد كان السلف -رحمهم الله- يتحرزون في هذا الباب أشد التحرز، فلنا فيهم أسوة.
ومن ذلك ما ذكره أبو نعيم في الحلية عن طوف بن وهب، قال: دخلت على محمد بن سيرين، وقد اشتكيت، فقال: كأني أراك شاكيا؟ قلت: أجل، قال: اذهب إلى فلان الطبيب، فاستوصفه، ثم قال: "اذهب إلى فلان، فإنه أطب منه"، ثم قال: "أستغفر الله، أراني قد اغتبته". انتهى.
والسلامة لا يعدلها شيء، والأصل الجامع في هذا الباب أنه ما لم يترجح النطق على السكوت، فالسكوت أولى، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليقل خيرا، أو ليصمت. متفق عليه.
والله أعلم.