ما تراه المرأة في آخر دورتها الشهرية من صفرة أو كدرة

0 30

السؤال

في آخر دورتي الشهرية تنزل مني صفرة وكدرة، ويكون في الفرج بقايا صفرة وكدرة، وعند الاستنجاء وتنظيف الفرج بالماء، يطهر المكان، فهل يعد هذا طهرا؟ وحيضتي غالبا 6 أيام، وفي آخرها كنت أستنجي بالماء، وإذا رأيت المكان طاهرا بعد الاستنجاء، أنتظر قليلا، ولا أغتسل حتى أرى الطهر الحقيقي الذي أعرفه من غير استنجاء، ويبقى المكان نظيفا بعد الاستنجاء لمدة دقائق، ثم تصبح به صفرة أو كدرة مرة أخرى.
ملخص سؤالي: بعد الاستنجاء يكون المكان نظيفا، ولكني لا أغتسل؛ لأني أعرف أن المكان نظيف؛ لأنني نظفته بالماء، فأنتظر قليلا، وإذا رأيت الطهر -وهو نظافة الفرج من غير استنجاء-، أغتسل، فهل فعلي صحيح؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فالمرأة تعرف الطهر بإحدى علامتين:

إما الجفوف التام للمحل، بحيث لو أمرت منديلا ونحوه على ظاهر الفرج -وهو ما يبدو عند الجلوس للحاجة- يخرج نقيا، لا أثر به من دم، أو صفرة، أو كدرة. وإما القصة البيضاء.

 وعليه؛ فما ترينه في آخر دورتك الشهرية من صفرة أو كدرة، يعد حيضا.

ولا تستعجلي بالغسل؛ حتى يزول أثر ذلك بغير الاستنجاء، ويجف المحل جفوفا تاما، أو تنزل القصة البيضاء؛ وذلك لخبر عائشة -رضي الله عنها- أن النساء كن يبعثن إليها بالدرجة، فيها الكرسف، فيه الصفرة، فتقول: انتظرن، لا تعجلن؛ حتى ترين القصة البيضاء.

وأما لو رأيت علامة طهرك المعتادة من جفوف تام، أو قصة بيضاء بعد انتهاء عادتك، ثم نزلت تلك الإفرازات على شكل صفرة أو كدرة، فلا تعد حيضا حينئذ؛ لما رواه أبو داود عن أم عطية -رضي الله عنها- أنها قالت: كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا.

 قال ابن قدامة -رحمه الله-: وحكم الصفرة والكدرة حكم الدم العبيط، في أنها في أيام الحيض حيض. وتجلس منها المبتدأة كما تجلس من غيرها. وإن رأتها بعد العادة متصلة بها، فهو كما لو رأت غيرها، على ما بينا. وإن طهرت، ثم رأت كدرة، أو صفرة، لم تلتفت إليها؛ لخبر أم عطية، وعائشة. انتهى. 

وتنظيف الفرج بالماء؛ ليزول أثر الدم أو الصفرة، لا يعد طهرا، ولا اعتبار له.

فعليك أن تنتظري حتى تري إحدى علامتي الطهر، كما ذكرنا أعلاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة