السؤال
أبي ظالم جدا، ولديه مال كثير، ولا يعطينا شيئا، ولا يعمل، وأمي هي التي تنفق علينا، وتعمل ليل نهار؛ لكي تجلب لنا المال، وتعلمنا، وتزوجنا، وهو كثيرا ما يغضب علينا دون سبب، ويسبنا، ويؤذينا نفسيا وجسديا، ويضرب أمي أمامنا منذ أن كنا أطفالا.
وعندما بلغنا قليلا، طلبت منا أمي ألا نصمت على هذا، وأن نواجهه؛ حتى لا يتكبر علينا أكثر من ذلك، خصوصا أنه ليس له علينا أي فضل أو معروف، فتعلمنا، وكثيرا ما كنا نتناقش معه بحدة، وبصوت عال؛ حتى لا يضربنا، فلا أحد يدافع عنا.
فتعلمنا القسوة عليه، وأصبح بالفعل لا يؤذينا؛ لأننا لم نكن صامتين، كما كنا في الماضي، ولكني عندما درست العلوم الشرعية، عرفت أن هذا حرام، وأن هذا من العقوق، فلا يجب أن نقابل الظلم بالظلم، فأصبحت أطيعه في كل شيء، وأرفق به، وأكلمه بلطف؛ فأصبح يحبني أكثر من إخوتي، ويخاف منهم جميعا، ولا يستطيع أن يقسو عليهم كما كان يفعل، ولكني بعد أن أصبحت رقيقة معه، أصبح لا يقسو إلا علي، وكلما تكلم معه أحد، ترك الجميع، وتشاجر معي، وليس لي ذنب في أي شيء، وصار يتجنب الجميع إلا أنا.
ذات مرة كانت أمي تتشاجر معه، وكنت أدرس، فرفعت صوتي بالمذاكرة حتى أركز، فبدأ بالعراك معي، وأخذ يدعو علي، ويوجد الكثير من هذا القبيل؛ حتى إنني أصبحت أريد أن أقسو عليه، وأتشاجر معه أنا أيضا؛ حتى لا يظلمني.
بعدما كنت أنصح إخوتي ألا يتشاجروا معه، ولا يتكلموا معه بهذه الطريقة، ولا يرفعوا أصواتهم عليه، أصبحت أرى أن هذا هو الذي يجعله يتجنبهم، ولا يستطيع أن يختلف مع أحد منهم؛ حتى أصبت بمرض في قلبي بسبب تلك الضغوطات، فأنا في صراع في نفسي بين ما يرضي الله وما يرضيني؛ وأصبحت أقول لنفسي: إن الله لا يرضى بهذا الظلم والقسر، ولكن لا تنفع معه الطريقة اللينة أبدا، حتى التجنب لا ينفعه.
أنا أكرهه كثيرا، ولا أجلس معه أبدا، وإذا جلست يأتي بأي مشكلة؛ ليتشاجر معي، وقد دعوت له كثيرا، ولكني أرى أنه آثم، فكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول، وهو لا يصلي، ولا يتصدق، ولا يفعل أي شيء جيد في حياته، فانصحوني.