السؤال
هل علي حرج في تحسيني لشكل وألفاظ منشور أدعو فيه إلى الله، ولا أحسنه إلا ليؤثر في من يقرأ، ولأنه في سبيل الله، فكيف أجعله غير حسن؟ وقد سمعت داعية يقول: إن أحد السلف كان يكتب الخطبة، فإذا أعجبته، حرقها، وكتب غيرها، وإذا لم تعجبه، أعلنها.
هل علي حرج في تحسيني لشكل وألفاظ منشور أدعو فيه إلى الله، ولا أحسنه إلا ليؤثر في من يقرأ، ولأنه في سبيل الله، فكيف أجعله غير حسن؟ وقد سمعت داعية يقول: إن أحد السلف كان يكتب الخطبة، فإذا أعجبته، حرقها، وكتب غيرها، وإذا لم تعجبه، أعلنها.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا نرى حرجا في تحسينك لشكل وألفاظ منشور تدعو فيه إلى الله، إن أخلصت في ذلك العمل، وقصدت به وجه الله تعالى، فقد روى أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب -وصححه الشيخ الألباني- من طريق مصعب بن ثابت، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة مرفوعا: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.
قال المناوي في التيسير، بشرح الجامع الصغير: إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه: أي: يحكمه، كما جاء مصرحا به في رواية. وذلك لأن الإمداد الإلهي ينزل على العامل بحسب عمله، فكل من كان عمله أتقن وأكمل، فالحسنات تضاعف أكثر. وإذا أكثر العبد، أحبه الله تعالى. وعند البيهقي في الشعب، عن عائشة بإسناد ضعيف (إن الله تعالى يحب من العامل) أي: من كل عامل (إذا عمل) في طاعة (أن يحسن) عمله بأن لا يبقي فيه مقالا لقائل. انتهى.
وما ذكرته مما نقله هذا الداعية عن بعض السلف إن ثبت، فلا حجة فيه.
والله أعلم.