السؤال
هل إتقان اللغة العربية واجب على من يمتهن الكتابة، أو على من يقدم مقالات تقرأ من قبل عديد الناس على اختلاف فئاتهم في المجتمع، خاصة تلك المقالات التي تتعلق بالجانب الديني؟ وأعني بالإتقان الاهتمام بإخراج مقالات سليمة من كافة النواحي، ويكون ذلك بالمراجعة قبل الطرح.
فعلى سبيل المثال: أرسلت لكم كلامي هذا بعد أن قمت بصياغته مباشرة، وذلك دون مراجعة التالي -على سبيل المثال لا الحصر-:
- هل عبارة (عديد الناس) صحيحة صياغة، وهل يجب أن تكون صحيحة صياغة، أم يكفي أن تفهم من قبل الأطراف المتلقية؟
- (تتعلق بالجانب الديني) و(تتعلق في الجانب الديني)؛ أي العبارتين أصح؟
- (الاهتمام بإخراج) أم (الاهتمام في إخراج)؟
أرجو أن يكون سؤالي واضحا، وأشكر لكم جهودكم المبذولة، جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فيتعين في حق من يكتب باللغة العربية المقالات التوجيهية والإرشادية في المجالات الدينية، ونحوها، أن يكون على مستوى من معرفة العربية، يمكنه من صياغة الرسالة التي يريد إيصالها صياغة صحيحة؛ حتى تبرز مقالته إلى المستهدفين بها سليمة المبنى والمعنى؛ فذلك أدعى للاستفادة من توجيهه، ونصحه، وإرشاده، لأنه إن لم يصل إلى ذلك المستوى، قد تجيء بعض نصائحه وتوجيهاته مشوهة على خلاف قصده وإرادته، كما قال أحمد شوقي -رحمه الله-:
وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة جاءت على يده البصائر حولى
وقد بينا في الفتوى: 184177، أن تعلم العربية فرض على الكفاية بالنسبة لعموم الأمة، إذا قام به البعض سقط عن الآخرين.
أما بالنسبة للأعيان؛ فلا يجب على كل مسلم تعلمها كلغة، وإنما يجب عليه أن يتعلم من العربية ما يؤدي به ما افترضه الله عليه في الصلاة من القراءة، والأذكار الواجبة، ونحوها.
وقولك: (عديد الناس) إن لم تكن تقصد بها كل الناس، فالأفصح أن تضع قبلها (من) التبعيضية فتقول: (العديد من الناس)، أي: الكثير، أو الكثرة من الناس، قال الأزهري: والعديد: الكثرة، يقال ما أكثر عديد بني فلان. وبنو فلان عديد الحصى، إذا كانوا لا يحصون كثرة، كما لا يحصى الحصى. ويقال: هذه الدراهم عديد هذه الدراهم، إذا كانت بعددها. انتهى.
ولن تفهم على مرادها من كل الأطراف المتلقية، إلا إذا كانت صحيحة صياغة.
والأصح أن تكتب: (تتعلق بالجانب الديني)، قال الجوهري: ويقال: علق به علقا، أي: تعلق به. انتهى.
وكذلك الأصح أن تكتب: (الاهتمام بإخراج)، قال في لسان العرب: وهمه الأمر هما ومهمة، وأهمه، فاهتم، واهتم به. انتهى.
والله أعلم.