الحالة الدينية للجزيرة العربية قبل الإسلام

0 518

السؤال

هل من الممكن إعطائي نبذة عن الحالة الدينية للجزيرة العربية قبل الإسلام وأشهر الآلهة (الأصنام) التي عبدها العرب وقصص هذه الأصنام؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد كانت الحالة الدينية عند العرب قبل الإسلام في أسوء مراحلها، بل كانت كذلك الحالة عند أهل الأرض أجمعين إلا النزر اليسير من أهل الكتاب، ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم -أي بغضهم- عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك.... فأغلب أهل الكتاب من اليهود والنصارى حرفوا وغيروا وبدلوا ما أنزل إليهم، وأما المشركون من العرب فكانوا على ملة عمرو بن لحي الذي غير ملة إبراهيم الخليل، قال الحافظ بن حجر في الفتح: والصحيح أن اللات غير عمرو بن لحي، فقد أخرج الفاكهي من وجه آخر عن ابن عباس أن اللات لما مات قال لهم عمرو بن لحي إنه لم يمت ولكنه دخل الصخرة، فعبدوها وبنوا عليها بيتا، وقد تقدم في مناقب قريش أن عمرو بن لحي هو الذي حمل العرب على عبادة الأصنام.. والدليل على ذلك ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: رأيت عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه -أمعاءه- في النار.

وكانوا يصنعون الأصنام من التمر أو الحلوى أو الخشب ويذلون لها ويخضعون، ويقدمون لها الذبائح والأطعمة ويلجأون إليها ويدعونها من دون الله، وكان يقتل بعضهم بعضا على أتفه الأسباب، وكانوا يقتلون أبناءهم خشية الفقر، ويئدون بناتهم دفعا للعار، وغير ذلك مما يظهر لكل ذي عقل سليم بطلان ما كانوا عليه، وأما أشهر الأصنام التي كانت عندهم فهي اللات والعزى ومناة، وقد جاء الإسلام فأنار قلوب من آمن منهم وأعزهم وأكرمهم،  وأخزى من أصر على كفره وشركه، وقد حاربهم النبي صلى الله عليه وسلم، وظهر عليهم وحطم هذه الأصنام التي كانوا يعكفون عليها، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: قال هشام بن الكلبي: كانت مناة أقدم من اللات فهدمه علي عام الفتح بأمر النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت اللات أحدث من مناة، فهدمها المغيرة بن شعبة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم لما أسلمت ثقيف، وكانت العزى أحدث من اللات، وكان الذي اتخذها ظالم بن سعد بوادي نخلة فوق ذات عرق، فهدمها خالد بن الوليد بأمر النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح.

فهذه نبذة مختصرة جدا عما سألت عنه، ومحل التفصيل كتب السير والتاريخ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة