السؤال
أنا مخطوبة من مدة زمنية طويلة -سنين-، وأتحدث مع خطيبي على فترات متباعدة، ولكن في معظم الأوقات يشتد النقاش، وأنا عصبية، فيرتفع صوتي، وأدعو عليه كثيرا، وبعد ذلك أشعر بالحزن الشديد خشية أن يتقبل الله دعواتي، وأبكي، وأدعو الله أن لا يستجيب لي، وأنه هو عالم بحالي، وأن هذا وقت عصبية، خصوصا أنه بسبب طول المدة أمر بضغط نفسي رهيب.
انصحني يا شيخ أنا متعبة، وأخاف الله أن يستجيب، وأنا لا أقصد، أحاول أن لا أعيدها، ولكن مع أقرب موقف عصبية أعيدها مرة أخرى. انصحني.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلنبدأ بما ذكرت من أمر طول أمد الخطبة، فهذا مما ينبغي الحذر منه؛ لما له من عواقب سيئة في الغالب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنك أجنبية عن خاطبك حتى يعقد عليك العقد الشرعي، فلا تجوز المحادثة بينكما إلا لحاجة، كما سبق بيانه في الفتوى: 57291.
فالواجب عليكما التوبة النصوح من هذا التواصل، وعدم التمادي فيه، وراجعي شروط التوبة في الفتوى: 5450. وينبغي التعجل لإتمام الزواج، وتيسير الأمر في ذلك.
والغضب والعصبية من الشيطان، وباب كبير، ومفتاح للشر، ولذلك حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأرشد إلى سبل علاجه، وهي مبينة في الفتوى: 8038.
ودعاؤك على خاطبك من الآثار السيئة للغضب، والدعاء على الغير لا يجوز إلا إذا كان لسبب مشروع، وسبق تفصيل القول في حكم الدعاء على الغير في الفتوى: 20322.
وإذا دعوت عليه بغير وجه حق، فنرجو أن لا يستجاب هذا الدعاء؛ لأنه دعاء بإثم، روى مسلم عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا يزال يستجاب للعبد، ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم..... الحديث.
ونوصيك أيضا بالدعاء له بالعافية.
وننبه في الختام إلى أن من أهم مقاصد الإسلام في تشريع الزواج الاستقرار وديمومة العشرة، قال تعالى: ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون {الروم:21}، ومثل هذه العصبية قد تكون من القواطع في هذا الطريق، وقد يفوت بها هذا المقصد النبيل، فينبغي التنبه لذلك.
ونرجو مراجعة الفتوى: 27662، ففيها بيان الحقوق بين الزوجين.
والله أعلم.